إذا ما تحدثنا عن الحيوانات الأكثر شراسة في العالم لعلّنا نقف حائرين هل نتحدّث عن الضباع أم الكلاب البرية، ولعلّ البعض يتساءل عن سبب عدم ذكر الأسود أو النمور أو التماسيح أو الدببة، لعلّ السبب متعلّق في كيفية الصيد وفي طبيعة الصيد وفي الطريقة التي يتم من خلالها الحصول على الغذاء، لذا فإن الحديث عن الكلاب البرية والضباع هو أمر منطقي كونها الحيوانات الأكثر شراسة من بين جميع الحيوانات المفترسة، فما هو الفرق ما بين سلوك الحيوانين؟
ما الفرق ما بين سلوك الكلاب البرية والضباع في الصيد
1. سلوك الضباع في الصيد
قد يصف البعض بأن الضباع حيوانات جبانة ترفض المواجهة، أو انها حيوانات تحاول دائماً الحصول على غذاء غيرها من الحيوانات على اعتبارها حيوانات مفترسة تقوم بأكل الجيف وبقايا الطعام، وكلّ ما تم ذكره صحيح عن الضباع فهي حيوانات نهمة تعيش على شكل مجموعات كبيرة مما يزيد من خطورتها، ولعلّ الضباع من الحيوانات التي تأكل كلّ شيء فهي تأكل اللحم والجلد والعظم وحتى الدم وبراز الحيوانات.
يمكن للضباع أن تقطع عشرات الأميال وهي تقوم بالتخطيط في صيد إحدى الفرائس، حيث أنها تقوم بمهاجمة الحيوانات الصغيرة والكبيرة والمتوسطة القوية منها والضعيفة، فهي قادرة على مواجهة أسد وقتله إن كان لوحده مهما بلغت قوته فهو مجبر في نهاية الأمر على الاستسلام أمام إصرارها العجيب على الصيد، وهي قادرة على قتل الحيوانات وأكل لحومها حتى قبل أن تموت.
تعتبر الضباع من أكثر الحيوانات تطفّلاً على غذاء غيرها فهي قادرة على أخذ طعام الأسود والنمور، ويمكن لها أن تؤرّق مضجع جميع الحيوانات بسبب سلوكياتها العنيفة الدموية فهي لا تتوقف أبداً عن الصيد، كما وأنها تمتلك بنية جسدية متوسطة مقارنة بالحيوانات المفترسة الأخرى ولكنها قوية معتمدة على طول ساقيها الأماميين وطول رقابها وقوّة عضّتها وأسنانها وقدرتها الكبيرة على الركض.
2. سلوك الكلاب البرية في الصيد
تعتبر الكلاب البرية من الحيوانات المفترسة التي تعيش في القارة الأفريقية على وجه الخصوص على غرار الضباع التي تعيش في العديد من الأماكن حول العالم، فعلى الرغم من أن الضباع أكثر حجماً وأكثر قوّة من الكلاب البرية إلا أنّ الكلاب البرية هي الحيوانات الأكثر حظاً في الحصول على الصيد، وهي على الرغم من عدم مقارنة قوّتها بقوّة الحيوانات الأخرى إلا أن عملها الجماعي وعددها الكبير في الصيد يجعلها أكثر خطورة حتى من الأسود ذاتها.
تعتبر الكلاب البرية من الحيوانات الشرسة جداً التي كثيراً ما تتقاتل مع الضباع على الرغم من قوّة الضباع، إلا أن الكلاب البرية تربح المعركة في بعض الأحيان نظراً إلى عددها الأكبر وإقدامها وجرأتها على القتال، وعادة ما تعتمد الكلاب البرية على الصيد أكثر من اعتمادها على أكل الجيف كما هي الحال لدى الضباع، ولكن لا يمكن للكلاب البرية التكيّف مع أي ظروف بيئية كما هي الحال لدى الضباع، فالكلاب البرية لا يمكنها التعايش إلا في القارة الأفريقية على وجه الخصوص.
الكلاب البرية عادة ما تهاجم الحيوانات وتقوم بأكل الأعضاء التناسلية لها، حيث أنّ النمور والأسود لدى قتالها مع الكلاب البرية عادة ما تحاول حماية أعضاءها التناسلية كونها مقتل بالنسبة لها، ولكن الكلاب البرية تتمتع بسلوك حركي أكبر من السوك الحركي لدى الضباع، فهي دائمة الحركة وترهق الحيوانات التي تقوم باصطيادها على غرار الضباع التي تعتمد على قوتها في المواجهة أكثر من اعتمادها على الحركة.
إن الفوارق ما بين قوّة الكلاب البرية والضباع يبدو واضحاً كون الضباع من الحيوانات التي تمتلك بنية جسدية جيدة مقارنة بالكلاب البرية، إلا أنّ الكلاب البرية حيوانات نهمة ما ان تبدأ المعركة حتى تبدأ في عملية نهش اللحم والاستمرار في هذا الأمر لساعات طويلة، حيث عادة ما تنتهي المعركة لصالح الكلاب البرية في حال قتالها مع حيوان لوحده وإن كان حجمه كبيراً، ولكن تبقى الضباع هي الأكثر خطورة كونها قادرة على التهام كلّ شيء مهما كان وحتى العظام تقوم بأكلها مستعينة بأسنانها الحادة في الصيد والأكل.
في الختام لا يوجد فرق كبير في سلوك الصيد لدى الكلاب البرية والضباع فكلاهما يصيدان بصورة جماعية، كلاهما نهمان في الحصول على الطعام وكلاهما يتمتعان بقوّة كبيرة مع وجود فارق في القوة لصالح الضباع، وعند قتالهما تكون الغلبة عادة للمجموعة الأكثر عدد.