لعل أبرز ما يميز الحيوانات هو أشكالها وسلوكياتها والظروف المناخية التي تتعايش فيها والتي تؤثر بصورة كبيرة على نظامها الغذائي، كما وان طبيعة الحيوانات الأخرى التي تتعايش في نفس المكان تساعد على التغير السلوكي لدى الحيوانات، ولعل الإبل العربية والتي تمثل الجمل والناقة تمتاز بسلوكيات تختلف بصورة كبيرة عن الحيوانات الأخرى التي تتفرع نفس الرتبة في القارة الأمريكية الجنوبية، فعلى الرغم من التشابه النسبي في الشكل إلا أن السلوك مختلف تماماً، فما هي أبر الاختلافات السلوكية ما بين الإبل وحيوان الفكونة؟
ما الفرق ما بين سلوك الإبل وحيوان الفكونة
1. أبرز سلوكيات الإبل
إذا ما تحدثنا عن الإبل فإن أول ما يخطر ببالنا هو الجمل العربي ذو السنام الضخم فوق منطقة الظهر، وأول ما يخطر ببالنا ذلك الجسد الضخم الطويل في الأطراف وفي البنية الجسدية وفي العنق، وأول ما يخطر ببالنا هو تلك القدرة الكبيرة على التعايش في المناطق الصحراوية الجافة وشبه الجافة والقدرة الخارقة على تحمل العطش والجوع والقدرة على أكل النباتات الشوكية.
عندما نتحدث عن الإبل وخاصة العربية منها فإننا نستذكر قدرتها الكبيرة على الحركة بصورة لا مثيل لها بين الحيوانات وقدرتها على حمل الأوزان الثقيلة، ولعل ما يميز الجمل هو قدرتها على التكيف رفقة البشر وهي حيوانات يصعب على الحيوانات المفترسة صيدها أو الاقتراب منها، فهي ذكية وقادرة على حماية نفسها وهي لا تنسى من يقوم بإهانتها وعادة ما تحاول الثأر لنفسها، ولعل أبرز ما يميز الإبل دون الحيوانات هو القدرة الكبيرة على التكيف في الظروف المناخية القاسية في الأجواء الصحراوية بما يتوافق ودرجات حرارة الجسد من الداخل والخارج.
2. أبرز سلوكيات حيوان الفكونة
حيوان الفكونة من الحيوانات التي تتبع إلى رتبة الجمليات، فهي حيوانات تتشابه في بعض صفاتها الشكلية مع الإبل، وهي تتشابه أيضاً مع الحيوانات التي تتعايش في القارة الأمريكية الجنوبية مثل حيوان اللاما والألبكة، وهي قوية وقادرة على حمل الأشياء فوق ظهورها وهي ترعى الأعشاب وتعيش على شكل مجموعات، وتعتبر القارة الأمريكية الجنوبية المكان الذي تتعايش فيه هذه الحيوانات الرائعة.
3. الفرق ما بين سلوك حيوان الفكونة والإبل
إن الفرق ما بين سلوك الحيوانين كبير للغاية فالإبل تحتمل القدرة على التعايش في أقسى الظروف المناخية مع وجود أفضلية للأجواء الصحراوية، والإبل أكثر ضخامة وأكثر قوة وأكثر شراسة إذا استدعى الأمر، والإبل تتحمل الجوع والعطش ويمكن لها الركض بسرعات ثابتة لعدة ساعات وهي ذكية وقادرة على أكل الأعشاب والأشواك وشرب كميات ضخمة من المياه.
حيوان الفكونة يعتبر فريسة سهلة للحيوانات المفترسة التي تتعايش في القارة الأمريكية الجنوبية كونها حيوانات ضعيفة مقارنة بقوة الإبل وخاصة ذات السنام الواحد العربية منها، إلا أن حيوان الفكونه يعيش بمجموعات أكبر من المجموعات التي تتعايش فيها حيوانات الإبل، ومن السهل السيطرة عليها من قبل المربيين هناك، ولعل حيوان الفكونة من الحيوانات القادرة على الرعي بصورة مستمرة وهي لا تمتلك القدرة على تحمل مشاق السفر والأحمال كما هي الحال لدى الإبل.
الإبل من الحيوانات التي يمكن لها أن تتحمل الظروف المناخية القاسية المتمثلة بالكثبان الرملية والنقص الحاد بالماء والغذاء، وهي تمتلك القدرة على شرب كميات كبيرة من المياه في كل مرّة، ويمكن للإبل أن تشرب المياه المالحة من خلال فرز المواد الملحية الشائبة والتخلص منها بسهولة كبيرة، وهذا الأمر لا يتوفر لدى حيوانات الفكونة.
كما وتمتاز حيوانات الإبل بالغيرة كون الجمل الذكر يرفض أن يقوم بالتزاوج مع الناقة أمام الآخرين معتبراً أن ها الأمر شأناً خاصاً لا يمكن لأي أحد أن يقوم بالاطلاع عليه، وفي حال أدرك ذكر الإبل أن أحداً ما يقوم بالاطلاع على خصوصيته فهو على استعداد بأن يقوم بقتله أو إلحاق الأذى به، وهذا السلوك بالطبع لا يتواجد في السلوكيات الخاصة بحيوان الفكونة الذي يتعايش مع بعضه البعض بصورة جماعية ويتزاوج الذكور مع الإناث بصورة غير منتظمة أيضاً، مما يجعل الفرق بين السلوكين كبير وواضح في هذا الشأن.
في الختام تعتبر الإبل وحيوان الفكونة من الحيوانات التي تشترك مع بعضها البعض بالعديد من الصفات الشكلية، إلا أنها لا تتشابه في السلوكيات سوى في الأكل فقط كون كلاهما من أكلة الأعشاب، ولعل الإبل من الحيوانات الصبورة القوية التي تمتلك القدرة على التحمل والتعايش في أقسى الظروف المناخية.
