تتنوع الثدييات في أشكالها وسلوكياتها بصورة كبيرة، حيث يمكن أن نجد لكل نوع حيوان العديد من الأشكال والسلوكيات الخاصة التي تجعل الأمر أكثر إثارة، ولعلّ القرود من الثدييات الفريدة في شكلها وفي سلوكها وفي طريقة تعاملها مع بعضها البعض ومع الآخرين، فهي قوية واجتماعية وذكية بصورة لا يمكن وصفها بحيث يمكن لها التعامل مع الأشياء من حولها بحذر شديد، فما هي أبرز السلوكيات التي توضح الفارق ما بين قرد البابون وقرد أبو قلادة؟
ما الفرق ما بين سلوك قرد البابون وقرد أبو قلادة
1. السلوكيات الخاصة بقرد البابون
يعتبر قرد البابون من القرود كبيرة الحجم التي تتعايش في القارة الأفريقية وفي القارة الأسيوية على وجه الخصوص، وتفضل التعايش في المناطق الاستوائية وفي السهول العشبية ومناطق السافانا.
وهي قرود قوية شرسة للغاية تمتاز بلون فرائها الأشيب أو البني أو المائل إلى الصفرة، ورأسها الكبير مع وجود خطم ممتد في مقدمة الوجه ووجود جيوب تحتفظ من خلالها بالطعام في منطقة الفم، وهي قرود اجتماعية للغاية تعيش على شكل مجموعات كبيرة.
يعتبر قرد البابون من القرود القوية التي تمتاز بتنوع غذائها وسلوكياتها الذكية في كيفية الحصول على الغذاء والماء بعيداً عن الحيوانات المفترسة الأخرى، فهي حيوانات اجتماعية كونها تفضل الحصول على الدعم والرعاية اللازمة من قبل الإناث.
وعادة ما يكون الصراع على الحكم الذاتي للذكر المسيطر كبيراً وخاصة في مواسم التزاوج، وتأكل قرود البابون الفاكهة والبذور والخضار واللحوم ويمكن لها أن تصطاد الحيوانات الصغيرة والطيور، ولا تفضل القرود الأخرى التي تتعايش معها بنفس المكان الاقتراب منها.
تتعايش قرود البابون في المناطق المفتوحة على الأرض بصورة عامة على شكل مجموعات كبيرة يصل عددها إلى المئات، وهي تفضل الحصول على غذائها أثناء تواجدها على الأرض، ولكن عند النوم تقوم بتسلق الأشجار بسهولة كبيرة معتمدة على رشاقتها وعلى ذيلها الطويل الذي يمنحها القدرة على التوازن.
2. السلوكيات الخاصة بقرد أبو قلادة
يعتبر قرد أبو قلادة من القرود التي تعيش في القارة الأفريقية على وجه الخصوص، وهي قوية وتعتبر من الحيوانات الاجتماعية التي يمكن لها حماية أنفسها مستخدمة أسلوب التخفي هرباً من بطش الحيوانات المفترسة مثل النمور.
ويمتاز حيوان أبو قلادة بشكله، حيث يمتلك رقعة ذات لون أحمر تظهر جلده في منطقة الصدر بما يسمى بالقلب النازف، وهي حيوانات تعتمد بصورة كبيرة على أكل الأعشاب التي تحصل عليها من خلال الرعي بصورة شبه دائمة.
تستخدم قرود أبو قلادة أيديها للحصول على الأعشاب بصورة سريعة للغاية، كما وأنها تستخدم أنيابها القوية في طحن الأعشاب، ولعلّ أبرز ما يزيد هذه القرود القوية النادرة هو أنيابها الضخمة التي يشعر المشاهد بأنها حيوانات مفترسة علماً أنها لا تستخدم أنيابها إلا من أجل أكل الأعشاب أو التنافس مع الحيوانات الأخرى.
ولعل أبرز ما يميز قرد أبو قلادة هو العاطفة التي تمتلكها إناث هذا النوع من القرود، حيث تقوم الأنثى باللجوء إلى أماكن مخفية من أجل الولادة وتربية الصغار.
ولا تكتفي الأنثى بهذا الأمر فقط بل أنها تقوم بحمل صغارها فوق ظهورها وتقوم برعايتهم لفترة طويلة، وعندما يتعرض أحد الصغار للهجوم والموت أو المرض فإن الأم تقوم بحمل الصغير لفترة طويلة قبل أن يبدأ بالتحلل حزناً عليه، وهي شرسة للغاية إذا ما تعلق الأمر بأمنها الشخصي وأمن صغارها.
لا تعتمد قرود أبو قلادة على الأشجار كأماكن تقوم من خلالها بالراحة والحصول على الغذاء، فهي قرود تفضل البقاء على الأرض في محاولة الحصول على أكبر قدر ممكن من الأعشاب، وعندما يحلّ الظلام فإنها تركض باتجاه إحدى المقاطع الصخرية للحصول على مكان آمن تقوم بالمبيت فيه هي وصغارها بعيداً عن أعين الحيوانات المفترسة التي تنشط في الليل وتشكل تهديداً صارخاً لها ولصغارها.
وفي الختام يعتبر قرد البابون من القرود الشرسة في طباعها والتي من الممكن أن تهاجم حتى البشر، وهي تعتمد في تعايشها على أكل الخضار والفاكهة واللحوم والصيد، بينما قرود أبو قلادة فهي تعتمد في طرق تعايشها على أكل الأعشاب والرعي فقط.
وهي تمتاز بمظهر مخيف مقارنةً بالقرود الأخرى كونها تمتلك أنياب قوية بارزة، وتنام قرود البابون فوق الأشجار بينما تنام قرود أبو قلادة فوق المنحدرات الصخرية، ولا يتواجد قرد أبو قلادة سوى في دولة إثيوبيا في أفريقيا بينما قرود البابون قادرة على التعايش في القارة الأسيوية والأفريقية في العديد من المناطق بصورة طبيعية.
