اقرأ في هذا المقال
تعتبر الطيور من الكائنات الحية التي تمتاز بالعديد من الصفات الجسدية والسلوكية جعلت منها ذات أعداد وأنواع كبيرة، وتعتبر الحشرات من أكثر أنواع الكائنات الحية تنوعاّ وانتشاراً فهي تمتلك صفات شكلية وسلوكية لا تتواجد في أي كائن حيّ آخر، ولكن هل تهاجر الحشرات وإذا كانت تهاجر فما هو السبب، وهل تهاجر الطيور وإذا كانت تهاجر فما هو السبب، وما هو الفرق السلوكي بين كلاهما في الهجرة؟
سلوك الطيور في الهجرة
يعتقد البعض أن الطيور تبقى في حالة من الطيران مع عدم القدرة على التركيز والبقاء في مكان واجد طوال الوقت وهذا أمر غير صحيح، فالطيور بصورة عامة تنقسم إلى قسمين إما طيور جاثمة لا تترك أماكن سكناها مثل طيور البوم والغربان والببغاء أو طيور مهاجرة تقوم بالهجرات القصيرة أو المتوسطة أو الطويلة مثل طيور الخشرنة القطبية صاحبة أطول مسافة هجرة من الشمال إلى الجنوب والعكس.
تترك الطيور المهاجرة أماكن سكنها عادة لعدّة أسباب لعلّ أبرزها البحث عن الدفء في بداية موسم الشتاء حيث يتوفر الغذاء في الأماكن التي تهاجر إليها، وعادة ما تكون الهجرة من الشمال إلى الجنوب وفي الصيف العكس، حيث يمكن لهذه الطيور المهاجرة أن تجد الغذاء الذي يسمح لها بالتعايش والتكيف بصورة أفضل، والسبب الآخر هو نقض الموائل والتغير المناخي والكوارث الطبيعية والتهديدات التي تتعرض لها من قبل الحيوانات الأخرى.
إنّ هجرة الطيور في العادة تكون على شكل أسراب كبيرة أو صغيرة مثل هجرة طيور الإوز وطائر اللقلق والسنونو وغيرها العديد من الطيور المهاجرة، وهذه الهجرة ذات مسار واضح وثابت في معظم أوقات السنة في بداية كلّ موسم الهدف منها هو الغذاء والأمان والقدرة على التكيف والتكاثر، وتمتلك الطيور الإمكانية اللازمة التي تسمح لها بالهجرة بدءاً من الطيور الصغيرة وصولاً إلى الطيور الكبيرة.
سلوك الحشرات في الهجرة
لا شكّ أن الحشرات الكائنات الحية الأكثر انتشاراً وأكثر قدرة على التنقل والتكاثر، فهي ذات أنواع عديدة بحيث لا يمكن حصرها ولا يمكن حصر السلوكيات الخاصة بها، وتقوم العديد من أنواع الحشرات برحلات هجرة في كلّ عام باتجاه مناطق أخرى بحثاً عن الغذاء، ولعلّ أبرز الحشرات المهاجرة هي الجراد والجنادب والفراش والعث والخنافس وغيرها، إلا أن الحشرات عندما تهاجر بصورة جماعية أو على شكل مجموعات منفصلة من مكان لآخر فهي عادة لا تعود إلى الأماكن التي نشأت فيها، وتقوم بوضع بيضها في مكان آخر ليقوم الجيل الجديد إما بالعودة إلى المكان الأصلي أو الهجرة إلى مكان آخر.
إن من أهم الأسباب التي تدعو الحشرات إلى الهجرة هي البحث عن الغذاء، فالجراد في كلّ عام يقوم بأخطر حركات الهجرة وأكثرها ضرراً على الأماكن التي تتواجد فيها بحثاً عن الغذاء الذي عادة ما يكون عبارة عن محاصيل زراعية أو حقول بذرية أو غيرها، وكذلك هي الحال بالنسبة للجنادب والفراشات ولكن بوتيرة ضرر أقل، وتقوم العديد من أنواع الحشرات بالهجرة في بداية كلذ صيف بحثاً عن أماكن يمكن لها التعايش فيها بحرية أكبر.
كما وتهاجر الحشرات بصورة دورية بحثاً عن الدفء كونها من ذوات الدم البارد ولا تملك القدرة على التكيف في الأجواء الباردة جداً أو الحارة جداً، وعادة ما تكون المناطق المليئة بالمياه هي الأماكن التي تفضل التعايش فيها لوفرة الغذاء ولقدرتها على التكاثر بصورة سريعة ومثالية.
الفرق ما بين سلوك الحشرات والطيور في الهجرة
هناك فرق كبير في سلوك الطيور والحشرات بالهجرة، فالطيور تهاجر بداية كلّ شتاء وتقوم بالعودة إلى أماكنها الأصلية في بداية كلّ ربيع وهكذا هو الحال، وعادة ما تكون رحلة الهجرة التي تقوم بها الطيور من الشمال إلى الجنوب في بداية فصل الشتاء ومن الجنوب إلى الشمال في بداية فصل الربيع والصيف.
الحال بالنسبة للحشرات مختلف تماماً فهي تهاجر بصورة سريعة بحثاً عن الغذاء وعادة ما تكون رحلة الهجرة منتظمة أو عشوائية كما هي الحال بالنسبة للجراد، كما وتقوم الحشرات برحلات هجرة داخلية قصيرة المدى ولا يشترط بالحشرات أن تعود إلى أماكن سكنها الأولى كما هي الحال بالنسبة للطيور.
في الختام رحلة الهجرة إلى الانتقال من مكان لآخر لعدة أسباب أبرزها البحث عن الغذاء والدفء والهرب من الظروف الطارئة التي قد تحصل، وهجرة بعض أنواع الطيور ثابتة عادة ما تكون ما بين الشمال والجنوب والعكس، بينما رحلة الحشرات عادة ما تكون رحلة عشوائية لا عودة منها مجدداً بحثاً عن الغذاء والدفء.