يعتقد البعض أن الطيور بصورة عامة هي قادرة على الطيران وهذا بالطبع أمر غير صحيح، فالعديد من أنواع الطيور لا يمكنها الطيران وخاصة تلك الضخمة منها التي تمتلك أجنحة وذيول قصيرة مثل فصيلة النعاميات والدجاجيات، فالطيور في كثير من الأحيان تعتمد في صيدها وطريقة معيشتها وحماية أنفسها وحصولها على الطعام في قدرتها على الطيران، فما هي أبرز السلوكيات التي تتأثر بقدرة الطائر على الطيران؟
أبرز السلوكيات التي تتأثر بقدرة الطيور على الطيران
1. تأثير الطيران على سلوك الطائر في الصيد
يحصل الدجاج مثلاً على طعامه من خلال أكل البذور والحشرات وهو لا يمتلك قدرة كبيرة في البحث عن طعامه كما هي الحال لدى الصقر أو النسر أو العديد من الطيور الساحلية أو الغوّاصة، فالطيور التي تطير هي الأوفر جظاً في الحصول على طعامها كونها تمتلك القدرة على الهجرة والطيران لمسافات طويلة في البحث عن الفرائس.
تحصل الصقور عادة على جلّ طعامها مستفيدة من قدرتها الكبيرة على الطيران والتحليق، إذ يمكنها أن تحلّق لمسافات طويلة مستفيدة من قدرتها الخارقة على الانقضاض وتحديد مكان الفريسة وبالتالي تحقيق عنصر المفاجئة بصورة كبيرة تضمن الحصول على الطعام، وهذا الأمر لا يتحقّق بالطبع لدى النعامة والدجاجة وغيرها الكثير من الطيور الجاثمة أو الغير قادرة على الطيران.
2. تأثير الطيران على سلوك الطائر في الدفاع عن النفس
قد لا تجد الطيور غير القادرة على الطيران فرصة في النجاة من الحيوانات المفترسة سوى المواجهة المحتومة بالموت أو الهرب بصورة غير مضمونة، بينما الطيور القادرة على الطيران هي الطيور الأوفر حظاً في حماية أنفسها من الحيوانات المفترسة مثل الذئاب والثعالب والحيوانات المفترسة الأخرى، فالطيران وسيلة مضمونة للهرب من الواقع المحتوم بالموت.
3. تأثير الطيران على سلوك الطائر في التعايش
هناك الكثير من الظواهر الطبيعية التي تحصل والتي تهدّد حياة الطيور بالخطر مثل البراكين والحرائق والفيضانات، والطيور التي تمتلك القدرة على الطيران هي الطيور الأكثر قدرة على الهجرة وترك المكان الذي لا تتوافر فيه الظروف الطبيعية للحياة، فيمكن للصقور مثلاً أن تهاجر من الأماكن التي تتعرّض للحرائق أو للخراب من قبل البشر، بينما قد لا يحالف الطيور التي لا تستطيع الطيران الحظ في العيش وربما تواجه قدراً محتوما، كما وأن الطيور التي تستطيع الطيران تحصل على فرصة إضافية في عدم اصطيادها بسهولة من قبل الإنسان.