اقرأ في هذا المقال
عندما نتحدّث عن الحيوانات فإننا نتحدّث عن مئات الآلاف من أنواع الحيوانات التي تختلف عن بعضها البعض بالشكل والحجم والطول وطريقة العيش، ولعلّنا كبشر ألفنا العديد من الحيوانات التي يمكن لنا الاعتناء ببعضها كالماعزوالجمل والخراف والبقر والحصان والحمير وغيرها أيضاً من الطيور والأسماك، ولكن مع تطوّر الحياة وفهم العديد من سلوكيات الحيوانات أصبح من الممكن أن يقوم البشر بتربية بعض الحيوانات التي تعتبر من الحيوانات المفترسة، فتمّت تربية القطط والكلاب بصورة كبيرة من قبل الإنسان، ولكن هل يوجد علاقة ما بين الكلاب والقطط وإلى أي مدى تصل هذه العلاقة؟
هل من الممكن أن يكون هناك علاقة بين القطط والكلاب
تعتبر الكلاب من الحيوانات المفترسة التي تأكل اللحوم ولا تتغذى على غيرها وكذلك هي الحال بالنسبة للقطط، فهي حيوانات ليست مفترسة بالقدر الذي يمكن لها أن تُهاجم الإنسان فيه، ولكنها تبقى حيوانات لا يمكن توقّع تصرفاتها، وبحكم معرفة الإنسان بسلوكيات الكلاب والقطط بصورة كبيرة فقد رصد علماء سلوك الحيوان وجود عداوة ما بين الكلاب والقطط، ولكنّ هذه العلاقة لا ترقى أن تكون عداوة مميتة ينتقم كلّاً منهما من الآخر بانتهاز الفرصة لقتله.
هي علاقة تكاد تكون متعلّقة بطبيعة المكان الذي تتواجد فيه هذه الحيوانات، إذ أن الكلاب قد لا ترغب في كثير من الأحيان بتواجد قطط قد تقوم بأكل ما يتوفر من طعام في المكان الذي تتواجد فيه، من حشرات وقوارض كالجرذان والفئران وبعض أنواع العقارب والأفاعي، ومن الطبيعي أن يتعايش كلا الحيوانين برفقة بعضهما البعض داخل منزل يتم الاعتناء به من قبل أحدهم، أما العلاقة في البرية وخاصة إذا كانت الكلاب والقطط ضالّة فهي تكون مليئة بالعداوة.
إنّ العداوة ما بين الكلاب والقطط قد تنشأ نتيجة قيام القطط بالحصول على طعام حاول أحد الكلاب الحصول عليه، ولكن من النادر أن يتمّ مشاهدة كلب وقط يتشاجران بالأيدي أو باستخدام الأسنان والمخالب، فهي عداوة تنحصر عادة بنباح الكلب ومواء القطط، وقد تتطور إلى الركض بصورة سريعة في محاولة طرد الكلاب التي تفوز عادةً نظراً لكِبر حجمها وقوتها التي تفوق قوّة القطط.
ما هو شكل العلاقة ما بين القطط والكلاب
ليس من الطبيعي أن نشاهد القطط والكلاب يقومون بالصيد معاً أو بالدفاع عن منطقتهما ضدّ كلاب أو قطط من أماكن أخرى، فهي علاقة قد تكون محصورة باللعب في بعض الأحيان شريطة عدم وجود أية عداوة سابقة، وطريقة لعب الكلاب والقطط لا يمكن فهمها فيما بينهما بصورة جيدة، فرفع الكلاب لمخلبها في وجه القطط تعتبره القطط تهديد مباشر لحياتها لتردّ هي بصورة مماثلة مع أصوات مرتفعة وبالتالي لا تشعر الكلاب بالراحة.
إن العلاقة ما بين الكلاب والقطط وإن كانت ممكنة فإنها ترتبط بالمزاج بصورة كبيرة، إذ أنّ الكلاب عادةً ما تهتم بأصحابها البشر أكثر من القطط، فهي أكثر إخلاصاً وقدرةً على إثبات الولاء، وهذا الامر لا يتناسب وطبيعة القطط التي ترغب في النوم أثناء النهار والبحث عن أماكن خاصة بها، ولا ترغب في أن يقوم أحد بالاقتراب منها، كما وأن الطريقة التي تقوم القطط من خلالها بالتقرّب من الكلاب من خلال لمسها قد لا تتناسب وطبيعة فهمها كونها غير قادرة على قراءة لغة جسدها بصورة صحيحة، مما يثير بعض المُشاحنات في أحيان كثيرة.
في البرية من الطبيعي أن نشاهد أعداد كبيرة من الكلاب التي تتعايش مع بعضها البعض، وكذلك هي الحال بالنسبة للقطط، ولا تحاول القطط في كثير من الأحيان التواجد في الأماكن التي يوجد فيها مجموعة كبيرة من الكلاب خوفاً على حياتها من القتل، وقد تنشأ عداوة عندما يقوم أحد الكلاب بأكل صغير قطّة بصورة لا يمكن للقطط تحمّلها، حيث تصبح أكثر وحشية في تلك الحالة ولا يمكن وصف الطريقة التي تُظهِر فيها غضبها.
من السهل أن يتم العناية بكلب وقط في نفس البيت والعناية بهما لوقت طويل، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد العلاقة فيما بينهما وأن تكون الصداقة مرتبطة باللعب وطريقة الأكل مع اختلاف كبير في السلوك وطريقة الأكل، وتختلف الطريقة التي تأكل فيها الكلاب عن القطط لذا من الصعب أن نجد كلاباً تأكل برفقة القطط، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من إمكانية إقامة علاقات بين الكلاب والقطط ولكن على المدى البعيد، ولا تعتبر العداوة فيما بينهما عداوة قاتلة أو من العلاقات الخطرة مثل علاقة الأسود بالضباع، بل هي علاقة من نوع آخر تتعلق بالتنافس على الغذاء والمكان.