ما مدى تأثير الأصوات الغريبة على سلوك الحيوانات

اقرأ في هذا المقال


على الرغم من أن الحيوانات لا تمتلك القدرة على الحديث أو النطق بكلمات يمكن لنا كبشر فهمها أو التعرف على مضمونها، ولكنها تمتلك أصواتاً تساعدها على فهم مبتغاها ومعرفة ما تريده وخاصة الحيوانات من نفس النوع، ولا شك أن الحيوانات تعتمد على أصواتها كوسيلة للتواصل تسمح لها بمعرفة ما يدور في الجوار وإن كان الأمر خطراً أم لا، وتتأثر الحيوانات بصورة سلوكية كبيرة من الأصوات التي تسمعها بصورة طبيعة أو غير طبيعية، فما مدى تأثير الأصوات على سلوك الحيوانات؟

هل للأصوات الدخيلة تأثير على سلوك الحيوانات

لا تفضل الحيوانات عادة الخروج من المجتمعات التي تتواجد فيها، حيث أن خروج الحيوانات من البيئة التي تتواجد فيها يؤدي عادة إلى مرضها أو تغير سلوكها بصورة سلبية أو موتها، ولا ننكر أن بعض الحيوانات استطاعت أن تتعايش بصورة طبيعية مع البيئة الجديدة أو مع التغيرات التي طرأت على سلوكها في البيئة التي تعيش فيها مثل القطط والكلاب وبعض أنواع الطيور التي يمكن لها التعايش في المدن وسط الضوضاء

تستخدم الكثير من الحيوانات أصواتها للتعبير عن سيادتها المكانية أو عن مقدار قوتها كما هي الحال مع زئير الأسد، وتستخدم طيور البومة والغراب أصواتها كدلالات تتعلق بالصيد أو جذب الإناث، ولعل الأمر وإن كان طبيعياً لدى هذه الحيوانات إلا أنه سيكون أمراً مفزعاً لدى حيوانات أخرى أقل قوة ويعتبر إشارة تساعدها على الاختباء خوفاً من الافتراس والقتل.

إن التغيرات المناخية والبيئية التي تطرأ على الطبيعة الحيوانية تعدّ من أهم الأسباب التي تؤدي إلى هجرة الحيوانات، حيث لا يمكن لبعض أنواع الحيوانات تحمل الضوضاء مثل أصوات المركبات وحركة الطائرات وأصوات المصانع لتقوم بالهجرة بصورة غير  مدرسة إلى بيئة لا يمكن لها فيما بعد التعايش فيها مما يؤدي إلى موتها وبعد ذلك قد تتناقص أعدادها في البيئة الجديدة بصورة كبيرة قد تصل لحد الانقراض.

إن قدرة الحيوانات على تحمل التغيرات البيئية محدودة، ولعل الحيوانات تصاب بصدمات نفسية وعصبية قد تؤدي إلى مرضها وموتها في حال التغيرات الكبيرة على البيئة التي تعيش فيها، وتعتبر الأصوات من المسببات الرئيسية لهذه التغيرات، لذا فإن العديد من أنواع الحيوانات فقدتن موائلها أو قامت بالهجرة القصرية بصورة غير طبيعية وصولاً إلى الانقراض.

في الختام تعتبر الأصوات الغريبة من الأمور التي تغير من سلوك الحيوانات وتؤدي إلى فزعها وخوفها، كما وأن التغير في طبيعة الحيوانات والبيئة التي تقطن فيها يغير من سلوكها عادة نحو الأسوأ، ومما لا شك فيه أن التغيرات البيئية أثرت على أعداد الحيوانات وناقصت من أعدادها.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.مملكة الحيوانات، للكاتب ديجيفو.500 حقيقة ممتعة عن الحيوانات، للكاتب كلير هيبرت.


شارك المقالة: