يوجد العديد من الحيوانات التي يمكنها التعايش وفقاً لطبيعة الغذاء وطبيعة الطقس الذي تتواجد فيه، ويعتبر الخفاش من الحيوانات الثدية الوحيدة القادرة على الطيران، إلا أنها تتكاثر بالولادة، ولعلّ الخفافيش تشكّل نسبة كبيرة من أعداد الثدييات الموجودة حول العالم، ويوجد ما يصل لغاية ألف نوع من أنواع الخفافيش التي تفضّل التعايش بصورة معزولة عن العالم الخارجي في محاولة الحصول على طعامها فقط دون الحاجة إلى مواجهة أي حيوان آخر، ولكن ما مدى قدرة الخفاش على الطيران؟
سلوك الخفاش في الطيران
يعتبر الخفاش من الحيوانات القوية السريعة التي يمكنها الطيران لمسافات طويلة وبسرعات هائلة، وتصل في بعض الأحيان لغاية مئة كيلو متر في الساعة الواحدة، فعلى الرغم من أنّ الخفاش لا يمكنه أن يُحلّق لارتفاعات شاهقة.
وذلك كتلك الارتفاعات التي يصل إليها الصقر أو الشاهين أو النسر، إلا أنه من الحيوانات القادرة على الهجرة والوصول إلى أكثر الأماكن عزلة في العالم، إذا ما توفر فيها الغذاء اللازم وخاصة الحشرات التي تعتبر وجبة رئيسية لها، ولكن يمكن لبعض أنواع الخفافيش أن تُحلّق لارتفاعات تصل لغاية ثلاثة كيلو مترات وهي ارتفاعات مذهلة.
إن قدرة الخفاش على الطيران تتعلّق في سلوكه الغريزي في البحث عن الغذاء والصيد بصورة ملفتة تختلف عن باقي الثدييات الأخرى، فهو يمتلك جناحين قويين يتكونان من من طبقة جلدية يمكنه أن يقوم بفردهما واستخدامهما في التحليق، وأثبتت الدراسات الحديثة أنّ بعض أنواع الخفافيش يمكنها المناورة أثناء طيرانها واصطياد الحشرات، كما ويمكنها الإبطاء من سرعاتها والإسراع بصورة مذهلة
كما ويُعتَقد بأنّ الخفافيش من الحيوانات القوية القادرة على استخدام عضلاتها في إنشاء قوة دفع تساعدها على الطيران، وهي لا ترفرف بأجنحتها التي تتوزع بين أصابع اليدين على شكل غشاء رقيق ينتهي بمخالب قوية وإصبع منفردة تساعده على التعلّق رأساً على عقب من أجل النوم، فأجنحتها القوية يمكن لها أن تساعدها في الحصول على الطعام اللازم والانتقال بسهولة من مكان لآخر والابتعاد عن الأماكن التي يتواجد فيها أخطار حقيقية من الحيوانات المفترسة التي تتربص بها.
إن فراء الخفاش الطويل والذي يعتبر ذو نعومة كبيرة لا يُشكّل عبئاً للخفاش أثناء طيرانه، بل أنه من الأمور التي تساعد الخفاش في الحفاظ على درجة حرارته، ولا شكّ أن جناحي الخفاش التي تبلغ في أقصاها لغاية متر وسبعين سنتيمتر تعتبر من الوسائل التي يعتمد عليها كثيراً في التنقل، على غرار الخفافيش الصغيرة التي لا يتجاوز طول جناحيها الخمسة عشرة سنتميتر.