ما هو سلوك التعلم الشرطي الكلاسيكي عند الحيوانات

اقرأ في هذا المقال


تتعلم الحيوانات في كلّ يوم مهارة جديدة تكسبها الخبرات اللازمة للتعامل مع البيئة المحيطة وتمنحها القدرة على التكيف الطبيعي، ولعلّ سلوك الحيوانات هو من السلوكيات التي يمكن ان تتأثر بعدد من المثيرات الطبيعية منها وغير الطبيعية والتي تعمل على ظهور تطوّر في سلوك الحيوان كاستجابة طبيعية لهذا المثير، ويُعدّ التعلم الشرطي الكلاسيكي عند الحيوانات من السلوكيات التي تتأثر بالمثيرات بصورة مختلفة.

نظرية سلوك التعلم الشرطي الكلاسيكي عند الحيوانات

يعود الفضل في اكتشاف هذه النظرية إلى العالم الروسي “بافلوف” الذي كان يعمل جاهداً لكشف طبيعة السلوك الحيواني، حيث وجد أنّ المثيرات الخارجية تؤثر في سلوك الحيوان بصورة ملحوظة، وقد أجر العديد من التجارب لمعرفة سلوك الحيوان من خلال المثير الخارجي الذي استخدمه مع الكلب عندما كان يقوم بدقّ الجرس وبعد ذلك إحضار الطعام، حيث كان لعاب الكلب يسيل بصورة ملحوظة دلالة على استجابة الكلب للطعام كلما سمع صوت الجرس.

بعد ذلك أصبح يقوم بدقّ الجرس دون أن يحضر الطعام فكانت الاستجابة الطبيعية للمثير المصطنع هو أن يسيل لعاب الكلب معتقداً بأنّ الطعام سيحضر، وهكذا هي الحال لدى جميع الحيوانات في التعامل مع المثيرات الخارجية وكيفية الاستجابة لهذه المثيرات، فالحيوانات عندما تستشعر الخطر تزداد أنفاسها وتزداد دقّات القلب لديها، ويبدأ التعرّق والارتجاف ظاهراً على أجسادها كاستجابة طبيعية لمثير خارجي.

المثير المحايد والمثير الأصلي في سلوك التعلم الشرطي الكلاسيكي عند الحيوان

عندما يقترب الحيوان من الطعام فمن الطبيعي أن يسيل لعابه أو تزداد حدّة أنفاسه وتتغيّر نظرات العين لديه، فهو يستجيب لمثير طبيعي بصورة شرطية تعمل على إظهار طبيعة السلوك بصورة عامة لهذا الحيوان، ولعلّ المثير الذي يتغيّر مع الوقت في حال بحث الحيوان عن الطعام او التقى بحيوان آخر معتقداً أنه قد يهاجمه فإن الاستجابة تتغيّر وتصبح مشترطة مع طبيعة المثير.

حيث أنّ هناك رابط عظيم ما بين المثير المحايد والمثير الأصلي، بحيث أصبح المثير المحايد يملك القدرة على استدعاء استجابة الحيوان الأصلية وبشكل دائم، وأصبحت هذه النظرية فيما بعد ذات أبعاد كبيرة تمّ العمل عليها في علم النفس وأصبحت تستخدم في التعامل مع الإنسان وكيفية استجابته للأشياء من حوله بصورة طبيعية.


شارك المقالة: