تمتلك العديد من الحيوانات وخاصة الحشرات حاسة شمّ قوية للغاية تساعدها في الحصول على غذائها وفي معرفة أماكن أعدائها، فالحشرات بصورة عامة لا تمتلك أنفاً يساعدها على شمّ الأشياء، ولكنها تمتلك قرني استشعار في غاية الدقّة والقوة تساعدها في اشتمام الروائح من مسافات بعيدة.
سلوك النحل في الابتعاد عن الروائح
يعتبر النحل من الحشرات التي تمتلك حاسة شمّ قوية للغاية مقارنةً بالحشرات الأخرى، كونها تعتمد بصورة أساسية على الأزهار والروائح التي تساعدها في الحصول على الغذاء، ولكن هل يوجد روائح يكرهها النحل؟
يعتبر النحل من أكثر الحشرات قوّة وأكثرها نظاماً في كيفية الحصول على الغذاء، فهي تقطع عشرات الأميال في سبيل البحث عن الغذاء الذي يمنحها ويمنح الملكة والخلية الحياة، ولا يقوم النحل عادةً بالطيران بصورة في غاية الدقّة والسرعة بل بصورة عشوائية، فهو يعتمد بصورة كبيرة على حاسة الشمّ القوية التي تساعد في الحصول على الغذاء، ولعلّ الزهور التي تجذب النحل هي الزهور التي تفوح منها الروائح التي تتناسب وطبيعة غذاء النحل.
وفي كثير من الأحيان يعيش النحل بصورة عشوائية بعيدة عن حياة الخلية، وقد يدخل عدد من أفراد خلية النحل في أحد المنازل أو أحد الأماكن، ولكن لا تتناسب طبيعة ذلك المكان مع حاسة الشم التي يمتلكها النحل.
وبالتالي فهناك عدد من الروائح التي يكرهها النحل والتي لا تسمح لها بالتعايش والتحرك بصورة طبيعية ومن أبرز هذه الروائح رائحة الثوم والبصل والخل وغيرها من الروائح القوية التي تنفّر النحل وتجعله يغادر المكان على الفور.
كما وان النحل عادة ما يحاول الابتعاد عن الأماكن التي تفوح منها الروائح الغريبة كونه يخشى أن تكون هذه الروائح سامة، فيبتعد بصورة أساسية عن روائح المبيدات الحشرية والسموم التي يتم رشّها من أجل قتل الحشرات الضارة.
كما وأن النحل يكره بعض الألوان وعادة ما يحاول مهاجمتها وهي اللون الأسود، فعندما يبدأ النحل في مهاجمة أحدهم يقوم بمهاجمة الشعر أولاً كونه يكرهه للغاية، وهذه السلوكيات بطبيعة الحال لا توثر على تنظيم النحل وتفانيه في العمل.
فعندما يشعر النحل بأمر ما أو وجود رائحة غير محببة يقوم بإرسال إشارات إلى باقي المجموعة بضرورة الابتعاد عن المكان والبحث عن مكان آخر للحصول على الغذاء بطرقة أكثر أمناً.
