منذ بداية الحياة والإنسان على علاقة تماسّ مباشر مع الحيوانات، إذ أنّ العلاقة ما بين الإنسان والحيوان ليست علاقة وليدة اللحظة، فهي علاقة تقوم على استغلال الإنسان للحيوانات من حيث الحصول على وسيلة سهلة للتنقّل، والحصول على الصوف والملابس، بالإضافة إلى حصول الإنسان إلى اللحوم والحليب وغير ذلك من المنافع، ومع تقدّم الزمن أصبح الحيوان جزء لا يتجزّأ من حياة الإنسان من حيث الحصول على سبل الراحة والمتعة وربما كسب بعض الصفات منها، فما هي فوائد دراسة سلوك الحيوان؟
فوائد دراسة سلوك الحيوان
1. معرفة الحيوانات الخطيرة من الأليفة
إنّ أول شيء يبحث عنه الإنسان هو معرفة درجة خطورة الحيوان الذي يتعامل معه، فمنذ الأزل والإنسان على معرفة تامة بأنّ الأسود والنمور وبعض أنواع الدببة وحيوانات أخرى تشكّل خطورة كبيرة على حياة الإنسان.
ولهذا فقد أدرك الإنسان أنّه يتوجب عليه معرفة مواطن الضعف والقوة لديها، ومتى تكون هذه الحيوانات أكثر خطورة، وما هي الأمور والتصرفات التي تستفزها، وكيف يمكن لنا أن نقلّل من خطورتها، ولهذا تم إجرّاء العديد من الدراسات العميقة والأبحاث والمتابعات لمئات الساعات من قبل علماء الحيوان أصبح الإنسان قادراً على تدارك الكثير من مخاطر الحيوانات المفترسة.
ومعرفة كيفية تربيتها واستغلالها في التربية حتى وإن كانت مفترسة، حيث يتم تربية بعض الأسود والنمور والدببة والمفترسة ويتمّ التعامل معها من قبل بعض المختصين، ويتم تعليمها بعض الحركات التي تستخدم في العروض، ولكن يبقى الخطر داهماً ولا يمكن توقّعه.
2. التعرف على الحياة البرية
لا يحظى بالبعض في معرفة الكثير من تفاصيل الحياة البرية، ولا يدرك أبناء المدن المزدحمة كيف يمكن لهم التعامل حتى مع كلب أو قطة، لهذا فقد عمد بعض علماء الحيوان منذ مطلع القرن التاسع عشر الميلادي إلى قراءة سلوك الحيوان بصورة خاصة.
ولعلّ رغبة الإنسان في التعرّف على الحياة البريّة والاطلاع على حياة الحيوانات هي السبب الرئيسي في معرفة ودراسة سلوك الحيوانات، وهذا الأمر ينال الكثير من اهتمام البشر كونهم يرغبون في معرفة سلوك الحيوانات ومعرفة أكثرها شراسة وألفة وغيرها من الصفات.
3. معرفة بعض السلوكيات الغريبة لدى الحيوانات
يرغب بعض البشر عاجة في البحص عن الأمور الغريبة، إذ أنّ معرفة سلوك الخفاش والطريقة التي يخلق فيها من خلال الولادة والتربية، من خلال الرضاعة من الأمور الغريبة التي لم نكن لنعرفها لولا دراسة العلماء لسلوك الحيوان، وهناك الكثير من السلوكيات الغريبة التي يقوم بها كل حيوان والتي يرغب الإنسان بمعرفتها بصورة عامة.
4. تطوير وسائل سهلة للتعامل مع الحيوانات وترويضها
لا يوجد حيوان لم يتمكّن الإنسان من ترويضه أو وضعه في حديقة خاصة من أجل الاستمتاع به أو الاستفادة منه، حيث قام الإنسان بدراسة سلوك الدببة والتماسيح والنمور وغيرها الكثير من الحيوانات المفترسة، وهذا الأمر ساعده على التعامل مع هذه الحيوانات بسهولة كبيرة وقام بترويضها والتحكم في تصرفاتها بصورة مذهلة، والدليل على ذلك عروض السيرك التي يستخدم فيها الكثير من الحيوانات المفترسة والتي تنال إعجاب الكثير من البشر.
5. حماية الحيوانات من الانقراض
يعتبر الإنسان المفترس الأول الأكثر خطورة على حياة الحيوانات بكافة أنواعها وأشكالها، حيث يقوم البعض على اصطياد حيوان في غاية الروعة من أجل جلده أو للاستفادة من إحدى مزاياهن، وهذا الأمر عرّض حياة الكثير من الحيوانات إلى الانقراض.
مما استدعى هذا الأمر بعض البشر إلى حماية الحيوانات والعناية بها في حدائق ومحميات طبيعية ومناطق خاصة للمحافظة عليها من الانقراض أو من الصيد الجائر، حيث قام العديد من العلماء بنشر مجلات وبرامج متلفزة تتحدّث عن قيمة الحيوانات ومخاطر قتلها على البيئة وعلى الطبيعة.
6.معرفة وقت تكاثر الحيوانات والاستفادة من بعض السلوكيات
استطاع الإنسان من خلال دراسة بعض السلوكيات الخاصة بالحيوانات من معرفة أوقات التزاوج لديها والامتناع عن قتلها في مثل هذه الأوقات، كما واستفاد الإنسان منذ مراحل مبكّرة من التاريخ في الاستفادة من بعض السلوكيات الخاصة للحيوانات.
مثل الشراسة والقدرة على الصيد، ومعرفة سلوك الحيوانات المفترسة من الأليفة، وهذا الأمر أصبح من المواد الهامة التي يقوم الطلبة في محال علم الحيوان بدراستها في الجامعات والمدارس، ولا يوجد أي سبب يدعو الإنسان إلى عدم معرفة سلوك الحيوانات بصورة جيدة.