لعل الحيوانات تقوم بالعديد من السلوكيات الغريزية التي من شأنها التحكم بمسيرة حياتها وحياة الأجيال التي تأتي بعدها، فالهجرة من السلوكيات الغريزية التي تقوم بها الحيوانات بصورة دورية، ليس كلّ الحيوانات ولكن أعداد لا بأس بها من الثدييات مثل ثيران النو والحشرات مثل الجراد والأسماك مثل السلمون والطيور مثل طيور الخرشنة القطبية وغيرها، ولكن متى تبدأ هجرة الحيوانات ومتى تبدأ بالعودة؟
أوقات البدء بهجرة الحيوانات
بداية لا تقوم جميع الحيوانات بالهجرة، والهجرة أساساً هي تغيير الموطن الأصلي الذي وجد فيه الحيوان والانتقال إلى أماكن أخرى لحاجات متعلقة بالطقس والغذاء والأمان والتكاثر وغيرها، ولعل الهجرة من السلوكيات التي تقوم بها بعض الحيوانات بصور واتجاهات مختلفة، فبعض أنواع هجرة الحيوانات تكون على نطاق ضيق مثل هجرة الغزلان الحمراء من المناطق الجبلية إلى الأودية والعكس، وبعض أنواع الهجرة يكون لمسافات بعيدة مثل هجرة الحمار الوحشي أو طيور الخرشنة القطبية التي تقوم بقطع ألاف الكيلو مترات في بداية كل موسم شتاء.
إن البحث عن الدفء من أهم الأسباب التي تدعو الحيوانات إلى الهجرة، ولعل بداية موسم الهجرة لدى العديد من الحيوانات يكون في فصل الخريف عندما يبدأ الطقس بالاختلاف ويبدأ البرد بالتسلل إلى الأجواء، فتجد الحيوانات نفسها مضطرة لترك أماكنها والبحث عن أمتكن أكثر دفئاً، وهذا الأمر من شانه أن يجعل من هجرة بعض الحيوانات بصورة جماعية كما هي الحال لدى ثيران النو والحمار الوحشي والغزلان.
مما لا شكّ فيه أن بعض الحيوانات قد تعود إلى مكانها الأصلي بعد انقضاء فصل الشتاء وبعضها الآخر يفضل التواجد في الأماكن التي هاجر إليها، ولعل العديد من أنواع الحشرات لا تعود إلى أماكن سكنها الأصلي، بينما العديد من الحيوانات المهاجرة مثل الثدييات والطيور والحيتان تقوم بالعودة إلى أماكنها الأصلية فيما يسمى بالهجرة المعاكسة بعد نهاية فصل الشتاء، وهذا الأمر عادة ما يكون في بداية فصل الربيع بعد أن تعتدل درجات حرارة الطقس بصورة كبيرة.
في الختام تعتبر الهجرة من السلوكيات الغريزية الهامة في حياة بعض الحيوانات، وتبدأ الهجرة بصورة عامة في بداية فصل الخريف وتنتهي في بداية فصل الربيع، وتختلف هجرة الحيوانات عن بعضها البعض فهجرة الثدييات والطيور تختلف عن هجرة الأسماك والحشرات، ولكل حيوان خاصية يمتاز بها عن غيره من أنواع الحيوانات الأخرى.
