مرض الجمرة الخبيثة في الأبقار

اقرأ في هذا المقال


التعريف بمرض الجمرة الخبيثة في الأبقار:

هو مرض معدي يصيب الأبقار وحيوانات الماشية الأخرى، يتميز بتضخم الطحال، بالإضافة إلى ارتشاحات مصلية دموية تحت الجلد، مؤدية في النهاية إلى نفوق مفاجئ مع خروج دم أسود قطراني من الفتحات الطبيعية للجثة، وهو مرض ينتشر بين أفراد القطيع بسرعة كبيرة ويسبب الخسائر.

مسبب مرض الجمرة الخبيثة في الأبقار:

يسبب المرض العصوية الجمرية (Bacillus anthracis)، التي تنتمي إلى جنس العصويات (Bacillus)، وعائلة العصويات (Bacillus) وهي عصويات أسطوانية إيجابية الغرام K غير متحركة هوائية أو لا هوائية، مخيرة، متمحفظة، مبتذلة، تظهر في المسحات الدموية أو العضوية بشكل مفرد، أو بشكل متحد مؤلف من 2- 3 عصيات، في حين تكون مسحات المنابت الصلبة أو السائلة، على شكل سلاسل طويلة.

إلى جانب الأشكال النموذجية توجد العصويات الجمرية بأشكال مكورة، أو بشكل خيوط رفيعة، وهي جراثيم تمتلك القدرة على التبذير بوجود جو الأكسجين، وبدرجة حرارة ما بين 15- 40، وخاصة من 30- 35 مشكلة بذور بيضوية، في وسط الخلية الجرثومية.

تمتاز بذريات الجمرة الخبيثة بمقاومتها الشديدة للحرارة والبرودة، بالإضافة إلى أغلب أنواع المطهرات، حيث لا تموت في الجفاف بينما تموت على السطوح الملساء، وضمن ظروف تهوية حرة بعد 137 يوم، تبقى العصويات الجمرية في الروث لعدة شهور، كما تبقى ضارية في الدم الفاسد حتى بعد 11 سنة.

عصيات الجمرة الخبيثة حساسة للمؤثرات الفيزيائية والكيميائية كبقية الجراثيم، حيث إنها تموت في العصارة المعدية خلال 15- 20 دقيقة، وتموت في الجثث غير المفتوحة في غضون 2- 3 أيام، حيث تبقى في الدم المجفف شهر وهي حية. تتأثر بالمطهرات المستعملة في التمديدات العادية، حيث تموت بتأثير الماء الأكسجيني بنسبة 3% خلال 30 دقيقة، وبالفورمالين بنسبة 5% خلال ست ساعات، وهذه الجراثيم حساسة للمضادات الحيوية كالبنسلين، نيومايسين، تتراسكلين، والمضادات الأُخرى واسعة الطيف.

كيفية انتقال مرض الجمرة الخبيثة في الأبقار:

يصيب المرض الإنسان، الحيوان وخاصة الأبقار والماشية الأخرى، حيث تعد الحيوانات العاشبة الأكثر قابلية للإصابة بالمرض، حيث تنتقل العدوى عن طريق الفم نتيجة تناول أعلاف ومياه ملوثة بالعامل المسبب لمرض الجمرة الخبيثة، كما ينتقل في كثير من الأحيان عن طريق الجروح الخارجية، إضافة إلى إمكانية الإصابة وخاصة في فصل الصيف، عن طريق الحشرات الماصة للدماء.

ترتبط الوبائية بشكل كبير بمقاومة بذور عصيات الجمرة الخبيثة على العيش طويلاً في التربة، حيث تبقى محتفظة بحيويتها في التربة لمدة عقود، ومن العوامل المساعدة على ذلك الحرارة، الرطوبة، درجة الحموضة من 6- 7.5، الجثث المفتوحة، الجلود المسلوخة، حيث تتبذر الجراثيم بعد 24 ساعة من سلخ الجلد، كما ترتبط الإصابة بالفصل حين تظهر صيفاً بالمراعي، وشتاءً في الحظائر، نتيجة للتغذية على أعلاف ملوثة ببذور الجمرة الخبيثة.

أعراض مرض الجمرة الخبيثة في الأبقار:

تبلغ فترة حضانة مرض الجمرة الخبيثة حتى 24 ساعة عند المجترئات الصغيرة، وعند الأبقار من 3- 5 أيام، وتتراوح أحياناً ما بين 1- 14 يوماً، وذلك حسب كمية البذور المتناولة. يأخذ المرض غالباً الصفة الانتمائية، ويسير إما بشكل حاد، فوق الحاد، تحت الحاد، مزمن، كما يلي:

الشكل فوق الحاد:

ينهار الحيوان دون ظهور أعراض مسبقة، مع خروج دم من الفم، الأنف، الشرج، مع صعوبة التنفس، بالإضافة إلى بعض التشنجات والارتجافات، حيث يموت الحيوان خلال بضع دقائق غالباً.

الشكل الحاد:

يبدأ هذا الشكل بارتفاع سريع ومفاجئ في درجة الحرارة حتى 40- 42 درجة مئوية، ويلاحظ على الحيوان الضعف والقلق وانعدام الشهية، تسارع في ضربات القلب، ضيق في التنفس، احتقان، ورم في الأغشية المخاطية، حيث يصبح لونها أحمر عاتماً مزرقّاً وتورم تحت الجلدي، تورم في الرأس، إسهال مدمم، بول أحمر قاتم، ثم يموت الحيوان من ظاهرة الاختناق، نتيجة لتورم الحلق والحنجرة خلال 10- 36 ساعة.

الشكل تحت الحاد:

يكون مماثلاً للشكل الحاد، حيث تنخفض شهية الحيوان، يتوقف إدرار الحليب والاجترار، حيث يلاحظ إمساك، يتبعه إسهال مدمي، تورمات في منطقة الرأس، الرقبة، الحلق، الحنجرة، مسببة صعوبة في التنفس، ثم تنفق الحيوانات المصابة بعد 2- 6 أيام من المرض.

الشكل المزمن:

وهو نادر الحدوث حيث يصيب الأبقار، ويتصف بالوهن الشديد، مع إصابات موضعية في الحلق، والعقد الليمفاوية، ويستمر من 2- 3 شهور.

تشخيص مرض الجمرة الخبيثة في الأبقار:

حقلياً لا يمكن تشخيص المرض من خلال الأعراض، المعطيات الوبائية، الصفحة التشريحية، بل يجب دائماً اللجوء للتشخيص المخبري من خلال الفحص المجهري، الزرع الجرثومي، حقن حيوانات التجارب، الاختبارات المصلية، فالفحص المجهري يؤخذ عن طريق أخذ مسحة من لب الطحال، أو من العقد الليمفاوية من الجثة النافقة حديثاً، ثم صبغها بصبغة ومشاهدة عصيات الجمرة الخبيثة.

أما عن الجثث المتفسخة والتي يتحلل فيها العامل المسبب، فيمكن الكشف عن العامل مجهرياً بصبغ العينة بصبغة خاصة مثل صبغة (Foth). يمكن أن نستخدم طريقة الزرع الجرثومي، حيث تعطي التشخيص الأكيد للمرض من خلال عزل العامل المسبب من الجثث النافقة حديثاً، في حين كون العزل من الجثث المتفسخة صعباً نوعاً ما، لتواجد مسببات مشابهة للجمرة الخبيثة، لذلك يفضل عند أخذ العينات إما من مخ العظام، أو من الأذن، حيث تبقى الجراثيم فيها.

يمكن حقن حيوانات التجارب، وذلك بهدف الكشف عن السموم، أو مدى تكاثر الجراثيم الممرضة، بالإضافة إلى الاختبارات المصلية مثل اختبار الترسيب، أو ما يسمى باختبار أسكولي.

العلاج والوقاية من مرض الجمرة الخبيثة في الأبقار:

استخدام المضادات الحيوية هو العلاج للمرض، وذلك بإعطاء الأمصال المضادة لمعالجة السموم، حيث تعطى الحيوانات الكبيرة 100- 200 مل، وللحيوانات الصغيرة 30- 60 مل حقناً في الجلد أو في الوريد، حيث عند البدء بالعلاج تنخفض درجة الحرارة بعد 6 ساعات من العلاج، ويظهر تحسن بعد 12 ساعة.

يمكن استخدام البنسلين الذي يعطى لمرة واحدة أو أكثر بجرعة 40000- 60000 وحدة دولية/كغم وزن حي، كذلك يمكن استخدام التتراسكلين، والكلورام فينيكول، حيث إن المصادرات الحيوية توقف تكاثر العامل المسبب، حتى في الحالات المتقدمة، ولمعادلة السموم يجب استعمال الأمصال المضادة.

تم وضع عدة خطط للوقاية من مرض الجمرة الخبيثة وتمثلت بما يلي:

1- التخلص من منابع ومصدر العدوى، وذلك بمنع الحيوانات غير المحصنة من الرعي في المراعي الموبوءة، أو من أعلاف قادمة منها وذلك بهدف منع حدوث العدوى.

2- الحد من انتشار المرض وذلك بمنع اختلاط الحيوانات المريضة بالسليمة.

3- التخلص الفني من جثث الحيوانات النافقة، بالإضافة إلى تطهير الأماكن الملوثة وحرق الأعلاف الملوثة.


شارك المقالة: