مرض الجمرة العرضية في الأبقار

اقرأ في هذا المقال


تعريف مرض الجمرة العرضية في الأبقار:

مرض مُعدٍ حاد وبائي يصيب الأبقار والماشية الأخرى، يتميز بتشكل تورم في المناطق العضلية المصحوبة بقرقعة حين الضغط عليها، ينتشر المرض بين الأبقار بصورة كبيرة فيصيب الأبقار بالدرجة الأولى، ويحدث عندها الكثير من الأعراض الموجعة، التي تسبب الخسارات في القطيع بالكامل.

مسبب مرض الجمرة العرضية في الأبقار:

مسبب المرض نوع من جنس المطثيات يسمى (شوفاي) أو فيسري، والمطثيات هي عبارة عن عصيات ذات نهاية مستديرة متحركة، تخمر سكر الغلوكوز منتجه حمضاً، وغازاً. تفرز سميات تتميز بشدة مقاومتها حيث تبقى في جثث الحيوانات النافقة أكثر من ستة شهور، بالإضافة إلى وجودها في التربة لعدة سنوات.

طرق انتقال مرض الجمرة العرضية في الأبقار:

تتم العدوى عند الأبقار عن طريق الفم، نتيجة لتناول أعلاف ومياه ملوثة بالعامل المسبب، أو بالبذور في المراعي التي تسكن فيها المطثيات، إذ نادراً ما تحدث العدوى في الحظيرة، لذلك نجد التأثير الفصلي واضحاً على انتشار المرض، حيث يزداد ظهور المرض في فصل الصيف، عندما توجد الحيوانات في المراعي.

تصاب الأبقار بعمر ستة شهور حتى ثلاث سنوات، وذلك نتيجة لتبديل الأسنان خلال هذه الفترة من العمر وبالتالي اللثة المجروحة مدخلا للجراثيم، ويعزى عدم إصابة العجول دون الستة أشهر من العمر، إلى المناعة المكتسبة التي حصلت عليها هذه العجول من أُمهاتها عن طريق اللبأ، في حين تعزى عدم إصابة الحيوانات التي يزيد عمرها عن ثلاث سنوات في المناطق المصابة، جراء المناعة الناجمة عن التماس مع العامل المسبب.

يمكن للأبقار أن تصاب فوق هذا العمر بالمرض، عند انتقالها من مناطق خالية من المرض إلى مناطق موبوءة, لا تستطيع الحيوانات المريضة على الرغم من اعتبارها مصدر العدوى نقل المرض للحيوانات السليمة بشكل مباشر، بل تتم العدوى عن طريق جهاز الهضم عند تناول طعام او شراب ملوثين بالعامل المساعد، ويساعد على ذلك جروح الفم، أو إصابة الغشاء المخاطي المبطن، للمعدة والأمعاء بالتهاب.

ينتقل العامل المسبب من الدم الى العضلات، حيث يستقر هنالك وينتج غازات تنتج اوراماً التهابية، تنتقل بوقت قصير إلى مجموعة كبيرة من العضلات السميكة. إن مخلفات الالتهاب الناجمة عن تحلل الانسجة، تؤدي إلى ارتفاع بدرجة الحرارة بالإضافة الى اضطراب في عمل العضلة القلبية والتنفس.

أعراض مرض الجمرة العرضية في الأبقار:

تتراوح فترة الحضانة لمرض الجمرة العرضية من 1- 3 أيام، ونادراً من 4- 5 أيام يبدأ المرض بعدها، فجأة نلاحظ على الحيوان خمول شديد، فقدان شهية، توقف حركة الكرش، ارتفاع درجة الحرارة حتى 40- 45 درجة مئوية، ثم يظهر العرض المميز للمرض وهو الورم (الوذمة) التي تلاحظ بشكل رئيسي في المناطق العضلية السميكة.

يكون الوذم في البداية ساخناً ومؤلماً، ثم يصبح فيما بعد بارداً غير مؤلم، ويجف الجلد حتى يصبح قاتماً ذا لون أزرق غامق وحتى الأسود، ثم يصاب بالتنخير حتى نسمع قرقعة عند الضغط على مكان الإصابة. عند فتح الجلد تخرج روائح كريهة، تشبه رائحة الزبدة الفاسدة.

تتضخم العقد الليمفاوية الموضعية، حيث تستاء حالة الحيوان العامة ويُلاحظ تسارع في ضربات القلب، صعوبة في التنفس ومغص، يكون انخفاض درجة الحرارة إلى 35- 37 مؤشراً على قرب النفوق، الذي يحصل عادة بعد 12- 60 ساعة من بدء الأعراض، ونادراً ما يستمر المرض أكثر من أربعة أيام.

علاج مرض الجمرة العرضية في الأبقار:

نظراً لسرعة ظهور المرض، يمكن التقليل من قيمة المعالجة التي يمكن أن تكون مجدية، إذا ما بدأ بها في الساعات الأولى لظهور الأعراض، وذلك بإعطاء الحيوان المصل المناعي عالي القيمة بجرعات كبيرة عن طريق الوريد، إضافة إلى إعطاء المضادات الحيوية كالبنسلين الكلورام فنيكول الاوكسي تتراسكلين مما يحد من فعالية المرض.

لنجاح العلاج بالمضادات الحيوية يجب أن تعطى بجرعات عالية، حيث يعطى البنسلين بجرعة (300000- 500000) وحدة دولية يومياً لكل حيوان. يجب إبعاد الحيوانات عن المراعي الخطرة، وتدارك العوامل المساعدة على انتشار المرض، بالإضافة إلى تحصين الحيوانات في المناطق الموبوءة بلقاح المزرعة الفورماليني الكامل، المُعد للوقاية من الجمرة العرضية.


شارك المقالة: