لمن يعتقد بأن الحيوانات مخلوقات ساذجة لا تملك العقل الذي يساعدها على التفكير فهو مخطئ، فالعديد من الحيوانات تمتاز بالذكاء والدهاء والقدرة على التخطيط، وفي أنواع أخرى للحيوانات تتبع الحيوانات إلى رأي القائد ولا تخرج عن نطاق المجموعة، فالكثير منّ يظنّ بأن الخراف واحدة من أكثر الحيوانات غباء وعدم القدرة على التفكير، فما مدى هذا الاعتقاد؟
هل الخراف غبية بالفعل
لمن يعتقد بأن الخراف حيوانات بلهاء تركض وترعى دون أن تدرك ما يدور حولها فهو لا يدرك شيئاً عن سلوك الحيوان، فالخراف في كثير من الأحيان تقوم على إنشاء صداقات فيما بينها بصورة رائعة، ليس هذا فقط بل وتدافع عن صداقاتها وتقدّم العون للأفراد الذين تتواجد معهم بصورة جيدة، والخراف قادرة أيضاً على التواصل فيما بينها بصورة رائعة مستخدمة أصواتها.
يمكن للخراف أن تختار أحد الذكور ليكون قائداً للقطيع، وهذا الذكر القوي يمتاز بالعديد من الصفات التي تساعدها على التماسك وحماية أنفسها بصورة رائعة، فلو كانت الخراف غبية لما كانت تدرك وجوه وأصوات أصحابها الذين يقومون على رعايتها وتقديم الطعام الشراب والعناية لها، ولما أدركت أنّ أصواتهم تعدّ إشارة إلى تحرّكهم من مكان لآخر.
لو كانت الخراف غبية لما كانت قادرة على الالتصاق ببعضها البعض بصورة منظمة رائعة في أوقات الصيف الشديد والبرد الشديد، كما وأنها قادرة على الخروج من الأماكن التي تشبه الدهاليز للخروج بصورة رائعة، وهي تميّز بعضها البعض ولا يعنيها الشبه فقط، كما وأنها تظهر حزنها الشديد لدى موت أو أخذ أحد أفراد المجموعة وقد يظهر هذا الأمر على سلوكها وطريقة رعيها.
يمكن للخراف أن تحفظ العديد من الوجوه التي حولها وانّ تميّز الأصوات وخاصة تلك التي تتعامل معها باستمرار، والخراف تحزن كثيراً عندما يتمّ قصّ قرونها أو شعرها في بعض الأحيان وتظهر هذا الحزن من خلال أصواتها القوية المستمرة، والخراف من الحيوانات العاشبة التي يمكن لها أن تعرف أماكن الرعي المناسبة بصورة جيدة، وهي تعرف الأوقات التي يمكن الرعي فيها والأوقات التي لا بدّ فيها من الاختباء من أشعة الشمس أو البرد القارس الذي لا يمكن تحمّله بصورة طبيعية.