على الرغم من إيماننا المطلق بأن معظم الحيوانات تمتلك عقولاً تساعدها على الحركة والصيد والدفاع عن النفس والتكاثر إلا أن بعض السلوكيات لا يمكن تفسيرها بالتفسيرات العقلانية، وتعتبر الهجرة من أبرز السلوكيات التي تقوم بها بعض الحيوانات سواء أكانت ثدييات أم طيور أم أسماك أو حيتان، ولكن هل تساءلنا عن الكيفية التي تهاجر فيها الحيوانات، وهل تتفق الحيوانات على الهجرة؟
هل تتفق الحيوانات على الهجرة وكيف
تمتاز جميع الحيوانات بسلوكيات فريدة تمتاز بها منذ لحظة ولادتها كسلوك الثدييات الصغيرة في المشي أو الرضاعة أو الاختباء رفقة الأبوين، ولعل من أبرز السلوكيات الغريزية التي تمتاز بها الحيوانات هو سلوك الهجرة، ولعل الهجرة هو من السلوكيات الفريدة التي تقوم بها الحيوانات بشكل دوري بحيث تترك أماكن سكنها الأصلي وتذهب إلى أماكن أخرى أكثر دفئاً أو أكثر أمناً أو يتوفر فيها الماء والغذاء بصورة أكبر.
لا تهاجر جميع أنواع الحيوانات أماكن سكنها وتفضل بعضها الموت على أن تترك المكان الذي تتواجد فيه على الرغم من الكوارث الطبيعية أو النقص الحاد في الغذاء، وهذا الأمر من أهم الأسباب الذي يؤدي إلى انقراض الحيوانات، إلا أن بعض الحيوانات وبصورة غريزية تقوم بالهجرة وبصورة دورية في كل عام قبيل الدخول في فصل الشتاء القارص مثل ثيران النو والكثير من أنواع الطيور مثل طائر أبو سعد بحثاً عن الدفء والغذاء.
ولكن إن قلنا بأن الحيوانات من نفس النوع يمكن لها أن تتفق على الهجرة فهذا أمر غير صحيح، ولعل الغريزة الموجودة لديها هو ما يجعلها متفقة على الهجرة، كما ويلعب الذكور أو الإناث المسيطرون دوراً هاماً فيما يتعلق بأمر الهجرة كونها أول من تقوم بالحركة وأول من تقوم بقطع الأودية والأنهار في محاولة جذب باقي أفراد المجموعة للتحرك بصورة سريعة، ولتفادي مخاطر الهجرة المتمثلة بالحيوانات المفترسة المتربصة بالمجموعة.
في الختام يعتبر الهجرة من أبرز السلوكيات التي تقوم به بعض الحيوانات بقصد البحث عن الدفء وعن الغذاء وعن المأمن أو هرباً من الكوارث الطبيعية، ولعل الهجرة من السلوكيات الغريزية التي تتعلق بكل حيوان كما هي الحال في غريزة السيادة أو التزاوج أو البحث عن الغذاء، ولا شكّ أن للحيوانات القدرة على التواصل مع بعضها بصورة لا يمكن تفصيلها بالتحديد والتي يقوم بها قادة المجموعات للبدء بعملية الهجرة بصورة دورية.
