هل تحزن الخيول على فقدان أصحابها

اقرأ في هذا المقال


لقد ألف الإنسان ومنذ القدم على تربية المواشي من ماعز وإبل وخراف وبقر، كما ألف الإنسان على الاهتمام بالحمير والخيل والبغال وغيرها من الدواب التي يستخدمها الإنسان في نقله ونقل متاعه بسرعة كبيرة وجهد أقل، ولعلّ العلاقة تجاوزت حدّ الخدمات التي تقدّمها تلك الحيوانات مقابل الحصول على الطعام والماء، فهناك العديد من العلاقات التي سجّلها علماء سلوك الحيوان والتي تثبت أن للحيوانات العديد من المشاعر التي يمكن للإنسان الإحساس بها، فهل تساءلنا يوماً ما عن حزن الخيول على فقدان أصحابها.

كيف تحزن الخيل

من المتعارف عليه لدى البشر ومنذ قديم الزمن أن الخيل من أكثر الحيوانات وفاء للإنسان وأنها حيوانات حسّاسة للغاية، حيث أدرك علماء سلوك الحيوان مؤخراً أن الخيل ليست مجرد حيوانات تستخدم لحمل الأغراض فقط أو لحمل الأشخاص والركض بهم لمسافات بعيدة، فهي حيوانات في غاية الذكاء والحنكة يمكن لها أن تحفظ جيداً وجوه الأشخاص وأن تعي الأشخاص الذين يهتمون بها ويقدّرونها جيداً.

كما وأن الخيل تُظهر الكثير من المحبة والفرح لأصحابها من خلال مراقبتهم ومحاولة التقرّب منهم بصورة كبيرة وملفتة، وهي من الحيوانات التي لا تترك أصحابها في أوقات الشدّة فلطالما كان للفرسان قديماً صولات وجولات وهم يمتطون أظهر الخيل التي لا تتركهم مهما حصل في ساحة الحرب، وعادة ما كانت الخيل تقف فوق رؤوس أصحابها لساعات طويلة بعد أن يموتوا في محاولة التأكد من إمكانية عودتهم مرّة أخرى.

هل تبكي الخيول

لعلّ الخيل من الحيوانات التي تظهر الكثير من الود لأصحابها، وفقدان الشخص الذي يهتم بها له الكثير من الألم في وجدانها كونها حيوانات ذكية مدركة لما يدور حولها من أحداث، فالخيل تصهل عندما تشعر بالحماس أو الحب أو الغيرة، وقد تمتنع عن الطعام في حالة الحزن الشديد.

وقد أكدت بعض الدراسات أن الخيل قد تذرف الدموع في بعض الأحيان في حال فقدان أحد الأشخاص الذين كانوا يهتمون بها بصورة كبيرة، ولعلّ الخيل من أكثر وسائل النقل وأكثر الأدوات التي كانت تعتبر ميزان قوى في عهود قد مضت، فهي حيوانات لطالما كانت مخلصة للإنسان وتظهر الكثير من المشاعر في المواقف التي تتعرض لها.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: