تنوعت الدراسات واختلف علماء سلوك الحيوان في تفسير السلوكيات الخاصة بالحيوانات وخاصة المتعلقة في حركتها بالنهار أو بالليل، ولعل الأمر تطور بأن تم تقسيم الحيوانات على أساس أنها حيوانات نهارية أو حيوانات ليلية، ويمكن لنا تمييز السلوكيات التي تمتاز بها الحيوانات النهارية عن السلوكيات التي تمتاز بها الحيوانات الليلية، ولكن هل تخشى الحيوانات الظلام، وإذا كانت تخشاه فما هو السبب؟
ما الفرق ما بين سلوك الحيوانات النهارية والحيوانات الليلية
تم تقسيم الحيوانات سلوكياً إلى حيوانات تقوم بالتحرك والنشاط والصيد أو الحصول على الغذاء في النهار وأخرى يمكن لها الحركة والنشاط في الليل، ولعل السبب في ذلك يعتمد على الصفات الغريزية التي يمتلكها الحيوان، فالبومة مثلاً من أنواع الطيور الكاسرة التي تفضل الحركة والصيد في الليل كونها تمتلك القدرة على الرؤية الليلية بصورة أفضل ولكونها قادرة على رصد حركة الحيوانات بشكل أفضل من أي حيوان آخر مما يجعل عملية الصيد أكثر سهولة.
تمتلك القطط والنمور وغيرها من الحيوانات القدرة على الحركة في الظلام أكثر منها في الحركة أثناء النهار، هذا لا يعني أنها لا تستطيع الحركة في النهار إلا أن الحركة في الليل تكون أكثر جدوى ويمكن لها الصيد بصورة أفضل، إلا أن بعض الحيوانات تتحرك في الليل خوفاً من الحيوانات المفترسة الأخرى التي تتواجد في البيئة التي تعيش فيها في النهار مما يجعل حركتها في الليل أكثر أماناً.
لعل الحيوانات لا تخشى الظلام أو لا تخاف منه في المعنى الحرفي المتعارف عليه لدى البشر، إلا أن الطبيعة الغريزية للحيوانات النهارية أنها لا تستطيع الحركة في الليل كونها لا تمتلك القدرة على الرؤية مما يجعلها فريسة سهلة في أيدي الحيوانات المفترية الليلية، كما وأن بعض الحيوانات تكون في حال من التشويش بسبب الظلام ولا تمتلك القدرة على التكيف فيه مثل الكلاب التي تفضّل النباح في الليل والبقاء في حالة من التأهب القصوى خوفاً من المجهول.
في الختام لعل طبيعة الحيوانات وغرائزها هو من يتحكم في طبيعتها وإن كانت تخشى الظلام أو لا، ولعل خوف الحيوانات من الظلام يختلف عن الشعور الذي يشعر به البشر فالأمر متعلق بالإمكانيات والقدرة على التواصل والرؤية بصورة جيدة، فالحيوانات النهارية لا تمتلك الإمكانية على الرؤية في الظلام وتخشى الافتراس.
