في عالم الحيوان يمكننا الحديث عن الطيور التي تشكّل جزءاً هاماً في المنظومة البيئية، إذ يتواجد آلاف الأنواع من الطيور على اختلاف أشكالها وأنواعها وطريقة حصولها على الغذاء ومدى خطورتها وجمالها، وفي هذا الموضوع يمكن التحدّث عن أكثر الطيور قوّة وأكبرها حجماً، والتي تحظى بالدرجة الأولى في تصنيف الطيور الجارحة إنها النسور، ولكن على الرغم من قوتها وجبروتها وقدرتها الهائلة على الصيد تمتاز النسور بعدد من السلوكيات التي تجعلها أكثر تميزّاً وخاصة فيما يتعلق بأمر التزاوج.
كيف تتزاوج النسور
تعتبر النسور من الطيور الجارحة القوية التي تحصل على طعامها من خلال صيد الحيوانات الأخرى، مثل الأرانب والثعالب والجرذان والسمك والأفاعي وحتى الماعز الصغير، وهي حيوانات قوية تعتمد على ضخامة أجسادها وقدرتها الهائلة على التحليق لارتفاعات شاهقة، كما وأن طبيعة مخالبها ومنقارها يساعدها على الصيد بصورة رائعة.
تقوم النسور ومنذ بلوغها سن الثالثة بالبحث عن شريك، حيث تبدأ مرحلة الإعجاب بين الذكر والأنثى بحيث يقوم الذكر باستعراض قدرته على الطيران والتحليق في الأماكن الضيقة، عن طريق رمي بعض العصي أو الحجارة واللحاق بها بصورة سريعة والتقاطها، وتقوم الأنثى بعمل ذلك بصورة مماثلة لتظهر للذكر أنها توافق على الزواج منه.
إلى أي مدى تبقى النسور مرتبطة بنفس الزواج
لا تعتبر النسور من الحيوانات التي تتزاوج بصورة عشوائية مثل العصافير أو طيور الببغاء، إذ ومنذ أن توافق الأنثى على التزاوج مع الذكر يكون هذا القبول أبدياً وغير قابل للنقاش، وفي كلّ عام يتجدّد هذا القبول بقيام الذكور والإناث بعدد من الطقوس الاستعراضية المتعلّقة بالتفاهم وإظهار مدى الإخلاص، حيث تحدث عملية التزاوج في كلّ عام وتضع أنثى الصقر بيضها في عشّ خاص وعادة ما يكون في قمّة جبلية شاهقة.
وبعد أن تقوم الأنثى بحضانة بيضها ما بين ستة إلى ثمانية أسابيع يفقس البيض، وتبقى الأم تهتم بصغارها لفترة طويلة قد تمتد لما يزيد على العام الواحد، وبعد ذلك ينفصل الصغار عن أمهاتهم التي تبدأ في رحلة التزاوج من جديد، ولكن إذا ما مات أحد الزوجين فإنّ الآخر لا يقوم بالزواج ولا يُقدِم على خيانة عشّ الزوجية مرة أخرى، حيث يكتفي الذكر بزوجته إن كانت ميتة أو مريضة وكذلك الزوجة، وتمّ رصد بعض الحالات التي تتحدث عن مرض أحد الزوجين في حال فقد الآخر وصولاً إلى الموت بعده بفترة ليست بالطويلة وخاصة لدى الإناث.