لكلّ نوع من أنواع الحيوانات حياة خاصة تساعدها على التعايش والمُضي قُدماً برفقة المجموعة أو التعايش بصورة منعزلة، وتعتبر الثدييات من أكثر الحيوانات التي لطالما أثارت إعجاب البشر كونها الأكثر تخميناً لطبيعة سلوكلها ويَسهل على البشر مراقبة سلوكها وتحركاتها، ولعلّ القرود واحدة من أكثر الحيوانات إثارة للعجب كونها حيوانات نشطة وسلوكها يختلف عن سلوك الكثير من الحيوانات الأخرى، فما هي أبرز السلوكيات الخاصة بأماكن تعايشها، وهل يمكن لها التعايش في المناطق الباردة؟
أين تعيش القرود
تنتمي القرود إلى فصيلة الثدييات الرئيسية التي تمتلك في كلّ أنواعها ذيول، وهي حيوانات تحتاج إلى الأماكن الدافئة التي تساعدها على التعايش بصورة طبيعية، حيث تمتاز القرود بأجسادها التي تختلف كثيراً عن أجساد الحيوانات الأخرى كونها تتكون من رأس وأطراف تشبه كثيراً أجساد البشر، وهي حيوانات في غاية الذكاء وخاصة قرود الشمبانزي والغوريلا وكذلك قرود الغابون.
تعيش الغالبية العظمى من القرود حول العالم في الغابات الاستوائية، ويوجد في العالم حوالي مئتي نوع من أنواع القرود والتي تختلف في أشكالها وصفاتها وقوّتها وطريقة تفكيرها، وهي حيوانات عادةً ما تحاول البحث عن أماكن تعيش فيها بحثاً عن الطعام، وهي حيوانات يمكن لها الجلوس كما يفعل الإنسان وتمتاز بهذه الميّزة دون الحيوانات الأخرى حول العالم، ويمكن لها أن تمسك الأشياء بقبضة يديها وأصابعها كما يفعل الإنسان أيضاً وبصورة نادرة دون الحيوانات الأخرى.
إن الموطن الحقيقي للقرود الذي يمكنها التعايش فيه بسهولة كبيرة هو الغابات الاستوائية في آسيا وأمريكا الوسطى والجنوبية وفي السافانا الأفريقية، وهي تمتلك من الصفات ما يساعدها على التعايش برفقة الحيوانات المفترسة الأخرى وخاصة المفترسة منها بصورة جيدة، إذ أنّ معظم القرود تحاول التعايش فوق الأشجار بصورة كبيرة، إذ أن معظم القرود تتغذّى على اللحوم وعلى النباتات والفواكه.
يتغير طبيعة غذاء القرود وفقاً للمكان الذي تتواجد فيه، إذ أن معظم القرود تعتمد في غذائها على الفواكه والبذور والزهور والمكسرات، كما ويمكن لها أن تأكل الحشرات وبيوض الطيور وتأكل الطيور الصغيرة وبعض أنواع القوارض والضفادع وكذلك السحالي الصغيرة، وهي من الحيوانات النّهمة في الأكل التي عادة ما تحاول التقرّب من أي مكان يساعدها في الحصول على طعامها بعيداً عن أنظار الحيوانات المفترسة الأخرى.
لماذا لا يمكن للقرود التعايش في الأماكن الباردة
لا تستطيع القرود التعايش في المناطق الباردة مثل الجبال العالية الباردة أو في المناطق القريبة من البحار والمحيطات، إذ لا تتواجد القرود في غابات القارة الأوروبية أو في المناطق الباردة من القارة الأمريكية الشمالية ولا في دول شمال آسيا، إذ أنّ الظروف المناخية الباردة لا تتناسب وطبيعتها الجسميّة، فهي حيوانات قوية وذكية، ولكنها غير جاهزة للتعايش في المناطق الباردة أو في المناطق المكشوفة.
تعتبر الأشجار في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وفي غابات السافانا المناطق المفضّلة لتعايش القرود، ولكن يمكن لقرد سعدان المكاك الياباني أن يتعايش في المناطق الباردة جداً؛ كونه مُجهّز للتعايش وفقاً لهذه الظروف، وهذا الأمر من شأنه أن يمنحه القدرة على التأقلم وفقاً لطبيعة المكان البارد جداً في جبال اليابان، حيث يمكن لها أن تتحمل درجات حرارة مُتدنية جداً وأن تتعايش في الجليد.
تعيش بعض أنواع القرود في القارة الأمريكية الشمالية وفي القارة الأسترالية وفي بعض أجزاء من القارة الأمريكية الشمالية، هي قرود نادرة وقليلة العدد ولا يمكنها التكاثر بصورة طبيعية، كما هي الحال في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في القارة الأفريقية والأمريكية الجنوبية، حيث يعيش القليل من القرود في المناطق الرطبة كونها لا تتلاءم وطبيعة أجسادها ولا يُسهل عليها التحرّك في الأجواء الباردة.
هناك بعض أنواع القرود التي اعتادت التعايش في المناطق المأهولة بالسكان، مثل قرود المكاك الريسوسي التي تعيش في الهند وفي الصين وفي اليابان، ويمكن لهذه الحيوانات الذكية أن تتعايش برفقة البشر وأن تأكل من طعامهم وأن تتقرّب منهم للحصول على الطعام والشراب والشعور بالأمان بعيداً عن حياة الغابات المليئة بالمخاطر الكبيرة، إذ أنّ القرود تعتبر من الوجبات التي يمكن للحيوانات المفترسة الحصول عليها في حال عدم توفر الصيد بصورة جيدة.
تقوم الأسود في الغابات الأفريقية على وجه الخصوص وكذلك النمور والتماسيح بمحاولة اصطياد القرود، وخاصة عندما تنزل عن الأشجار وتذهب لشرب المياه، حيث تعتبر القرود من الوجبات الجيدة التي قد توفر لهم كمية جيدة من اللحوم، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من تشبّثها بالأشجار بعيداً عن التواجد على اليابسة حيث الحيوانات المفترسة التي لا تميّز بين قوي وضعيف.