في البحار والمحيطات هناك العديد من الحيوانات البحرية التي تعيش وفقاً لطبيعتها الجسمانية وغريزتها التي وجدت عليها، إذ لا يمكن لأسماك القرش والحيتان أن تغوص إلى قاع البحار والمحيطات المظلمة بحثاً عن الطعام كونها غير قادرة على التنفس بصورة طبيعية لقلّة الأكسجين، ولعلّ هناك أسماك أخرى قادرة على التعايش في المناطق العميقة التي يصل عمقها إلى اثنتي عشر ألف قدم، ولكن هل تستطيع الأسماك الرؤية في قاع البحار والمحيطات؟
الكائنات الحية التي تعيش في قاع البحار والمحيطات
يبلغ متوسط العمق الذي تم قياسه للمحيطات حوالي اثني عشرة ألف قدم ويبغ ارتباعه حوالي ستة وثلاثين ألف قدم، ولا يمكن لأشعة الشمس أن تصل لعمق يزيد على الثلاثة ألاف ومئتين وثمانين قدماً، وهذا الأمر يعني أن المسافة التي تزيد على هذا الحد لا يمكن للحيوانات البحرية وخاصة الأسماك أن ترى فيها الأشياء من حولها.
يمكن للأسماك البحرية أن تمتلك القدرة التي تساعدها على التعايش في الأماكن العميقة في قاع البحار والمحيطات، وهذه الخاصية لعلّها تسمح لها في الحصول على طعامها وحماية أنفسها من الحيوانات المفترسة بصورة طبيعية، ولعلّ الأسماك العمياء هي من أكثر الحيوانات التي تمتلك القدرة على التعايش في المناطق العميقة.
تعتمد الأسماك البحرية التي تعيش في قاع البحار والمحيطات على مجسات وأنظمة فريدة للغاية تساعدها على الرؤية في المناطق المظلمة، فهي قادرة على رؤية الومضات التي تنتجها الحيوانات التي تعيش في تلك المناطق وبالتالي التعرّف عليها، ولا تعتبر جميع الأسماك التي تعيش في قاع البحار والمحيطات عمياء فبعضها يمتلك القدرة على الرؤية مستعيناً بقوّة نظر هائلة تساعدها على الرؤية في المناطق المعتمة تماماً.
يمكن للأسماك التي تعيش في المناطق المظلمة في قاع البحار والمحيطات أن تميّز الألوان وأن تميز بعضها البعض، فهي تمتلك من خلايا الاستشعار ما يساعدها على الرؤية والتمييز بين الألوان والأشياء بصورة رائعة، كما وأن تريبتها الجسدية تسمح لها في الرؤية في المناطق المظلمة كونها تنتج مادة مرئية متعارف عليها بين أنواع الأسماك تلك، ولا يعيش في قاع البحار والمحيطات أنواع كثيرة من الأسماك، كون الأكسجين الذي يتواجد هناك قليل نسبة إلى المناطق القريبة إلى السطح.
