هل تقتل أنثى العنكبوت الذكر بعد عملية التزاوج

اقرأ في هذا المقال


إنّ خاصية التزاوج لدى الحيوانات هي من الضرورات الغريزية الطبيعية الموجودة في كلّ صنف ونوع، ولا يمكن أن تستمر الحياة بدورتها الطبيعية التي نراها اليوم دون أن يحدث هذا الأمر، ولكن لا تحدث عملية التزاوج بسهولة كما يتصوّر البعض فهي تحتاج إلى الكثير من التواصل وطلب الموافقة والرضا بين الجنسين وصولاً إلى عملية تزاوج طبيعية، ولعلّ الحشرات من أكثر الحيوانات إثارة للعجب في الطريقة التي تحصل فيها علمية التزاوج، ولكن هل صحيحاً بأن أنثى العنكبوت تقوم بقتل الذكر بعد عملية التزاوج ولماذا؟

لماذا تقتل أنثى العنكبوت الذكر بعد الانتهاء من التزاوج

من المتعارف عليه أن أنثى العنكبوت لا تقبل الارتباط بأي ذكر دون أن يحصل على موافقتها بصورة تامه، وهذا الأمر قد يشكّل خطورة كبيرة على حياة الذكر كون الأنثى هي الأقوى عادة والأكبر حجماً، لذا فإنّ عملية التكاثر لا تحدث إلا بعد أن يقوم الذكر باستعراض نفسه وقوّته وقدرته على إحضار الطعام وحماية الأنثى، وقد تصل الأمور إلى تقديم هدية مغلّفة بمادة حريرية بيضاء للحصول على موافقة الأنثى.

في نهاية المطاف يحدث التوافق الغريزي، وبعد الانتهاء من علمية التزاوج عادة ما تقدم الأنثى على قتل الذكر الذي تمت عملية التزاوج معه، ليس هذا فقط بل وتقوم بالتهامه أيضاً في صورة تعتبر الأكثر غرابة في عالم الحيوان، فهي لا ترضى التعايش معه ولو لفترة وجيزة على الرغم من أنّ بعض الذكور تقوم بالهرب بصورة سريعة للغاية خوفاً من الموت المحتم.

أثبت علماء السلوك أن أنثى العنكبوت تقدم على قتل أزواجها الذكور بعد عملية التزاوج للحصول على المواد الغذائية الجيدة التي تمتلكها أجسادهم، وبالتالي فإنّ الصغار يخرجون بصحّة جيدة ويعيشون لفترات أطول ويمتلكون قوّة أكبر، على خلاف العناكب التي لا تتمكّن أمهم من التهام أحد الذكور في سبيل تحسين بنيتهم الجسدية.

أثبتت بعض الدراسات أنّ أنثى العنكبوت لا تقتل إلا الذكور الذين لا تعرفهم سابقاً إلا في فترة التزاوج، وبالتالي فإنها تستخدمهم كوسيلة للتزاوج وكطعام يساعدها في عملية إعداد البيوض والمحافظة على صحّة الصغار بعد أن يخرجوا من البيض.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.


شارك المقالة: