تعتبر الطيور من الحيوانات التي لا تمتاز بالقوّة الكافية التي تشفع لها للنجاة من الحيوانات المفترسة بصورة جيدة، ولعلّ النعام على الرغم من أنّه أكبر الطيور حجماً إلا أنه غير قادر على حماية نفسه من الحيوانات المفترسة؛ لعدم قدرته على الطيران بعيداً وصعوبة مواجهة الضواري التي تمتلك المؤهلات اللازمة للفوز، ولكن هل يمكن للنعامة أن تخفي رأسها بوضعه في التراب خوفاً من المواجهة؟
لماذا تضع النعامة رأسها في التراب
1. تضع النعامة رأسها في التراب لسماع أصوات الحيوانات الأخرى
لقد تأخّر علماء سلوك الحيوان في الاعتقاد السائد لديهم بأنّ النعامة طائر جبان لا يملك الجرأة على المواجهة، وأنّ طيور النعام تقوم بإخفاء رؤوسها في الرمال كونها طائر جبان، ولعلّ هذا التفسير غير صحيح وغير منطقي كون الطيور تملك من الغريزة ما يساعدها على الهرب أو الاستسلام للموت وفقاً لقانون الغابة.
أثبت علماء سلوك الحيوان من خلال وسائل العلم الحديث التي تمتاز بالكثير من الدقّة، بأنّ النعامة تقوم بوضع رأسها في التراب كونها لا تمتلك حاسة نظر قوية تساعدها على رؤية واضحة للأشياء التي أمامها، وبالتالي فهي تقوم بوضع رأسها في التراب مستعينة بحاسة السمع القويّة جداً والتي تساعدها على سماع أصوات حركة الحيوانات الأخرى وخاصة المفترسة منها، وبالتالي فهي تقوم بتغيير الاتجاه أو الهرب.
تعتبر النعامة من الطيور القوية التي تمتاز بسرعة عالية تصل لغاية خمسين كيلو متر في الساعة الواحدة، بالإضافة إلى ركلة قدم قويّة قادرة على قتل العديد من الحيوانات الأخرى، ولكن هذا الأمر لا يعتبر من الوسائل المُجدية في عملية الدفاع عن النفس في حال تمّ مواجهة حيوان مفترس، لتكون عملية السمع هي العملية الأكثر منطقية.
2. تضع النعامة رأسها في التراب بحثا عن الماء
تمتلك النعامة رقبة طويلة وقوية ومنقاراً صلباً يساعدها في التنقيب عن الماء وخاصة في المناطق الصحراوية، وبالتالي فإنّ قيامها بوضع رأسها في التراب من الأمور التي تساعدها في استكشاف المياه القريبة من السطح ومحاولة العثور على بعض أنواع الطعام.
3. تضع النعامة رأسها في التراب لتضع بيضها فيه
يقوم النعام بدفن بيضه في التراب وخاصة في المناطق الصحراوية، وهي تقوم بمتابعة البيض ومعرفة إن كان بخير من خلال وضع رأسها في الرمال التي تحتضن البيض، وبالتالي فإن التفسيرات التي تشير إلى جبن طائر النعام هي تفسيرات تفتقر إلى الدقّة.