هل تكره الغربان البشر

اقرأ في هذا المقال


إنّ التطوّر الكبير في علم سلوك الحيوان كشف لنا الكثير من المعلومات الهامة حول طبيعة الحيوانات ومدى شراستها وقدرتها على التعايش مع البشر ومع الحيوانات الأخرى، ولعلّ هذا الأمر ساعد الكثير من البشر على تسهيل المهمة في كيفية التعامل مع الحيوانات الأخرى وخاصة التي لا يوجد للبشر تجارب معها، ولعلّ طائر الغراب من أكثر الطيور إن لم يكن أكثر الحيوانات غرابة نظراً للسلوكيات التي يقوم بها، فهل تكره الغربان البشر فعلاً؟

ما علاقة الغراب مع البشر

إذا تحدثنا عن الطيور فإننا تحدّث عن ألاف الأنواع من الطيور التي نشاهدها عبر العالم، ولعلّنا لا نعرف الكثير من أنواع هذه الطيور إلا عبر شاشات التلفاز التي تعرض البرامج التي من شأنها أن تعرّفنا بسلوكيات الحيوانات وخاصة النادرة منها، ولكن عندما نتحدّث عن طائر الغراب فإننا نتحدّث عن طائر معروف لدى جميع البشر تقريباً، كونه الأكثر تواجداً ولا يخفى صوته على أحد.

إنّ العلاقة ما بين البشر وطائر الغراب ليست علاقة مبنية على التعايش المشترك والألفة، فالغراب من الطيور التي لا تمتاز بأصواتها الجميلة، فهي عادة ما تتنوع بأصواتها القوية التي تشكّل مصدر إزعاج أو شؤم لعديد من البشر، كما وأنّ أشكالها التي تتميّز باللون الأسود لا تجعل منها حيوانات مألوفة الشكل يرغب أحد في أن يضعها في مزرعته او في قفص خاص ليستمتع بمنظرها الجميل.

ولكن على الرغم من جميع هذه المعلومات فإنّ طائر الغراب ليس من الطيور التي تكره البشر بصورة عامة، فهي طيور تعتبر الأكثر ذكاء وقدرة على حفظ الوجوه ومعرفة الأماكن التي تتواجد فيها، ولم ترد إلا في حالات نادرة قيام طائر الغراب بمهاجمة أحد من البشر، فهي لا تشكّل أي تهديد على حياة البشر، وتتعايش في المناطق التي يتواجد بها البشر بصورة طبيعية، ولكن لا تنسى الغربان وجوه الأشخاص الذين يحاولون طردها أو إلحاق الضرر بها وتحاول عامدة إزعاجهم.

لماذا تغير سلوك الغراب في العصر الحديث

على الرغم من أنّ الحيوانات تتحرّك بناء على غرائزها إلا أنّ البيئة المحيطة لها الكثير من المتغيرات التي تهدّد هذه الغرائز، فالغربان في ظلّ الكثافة السكانية الكبيرة والضوضاء وحركات الآلات والمركبات تتغير سلوكياتها بصورة كبيرة، وهذا التعداد الكبير يقلّل من فرص حصولها على طعامها بصورة جيدة، وبالتالي فهي عادة ما تحاول سرقة أي شيء لامع أو له ألوان زاهية وأكله أو الاحتفاظ به في عشّها، ولعلّ السبب يعود في ذلك إلى طبيعتها والتغيرات الكبيرة في طريقة حصولها على طعامها، ولكنها لا تهاجم الإنسان ولا تحمل ضدّه الضغينة كما يعتقد البعض.


شارك المقالة: