هل تمتلك أسماك القرش جفون في عينيها

اقرأ في هذا المقال


يمكن لمعظم الحيوانات الثدية تقريباً أن ترمش مثلنا لتحافظ على نظافة عيونها وتحميها من الجراثيم، ولكن الأمر مختلف تماماً بالنسبة للحيوانات البحرية التي اعتدنا أن نشاهد الأسماك التي تعتبر الأكثر شهرة وهي مفتوحة العينين بصورة دائمة، وهذا الأمر لعلّه لا ينطبق على جميع الحيوانات البحرية لكون أسماك القرش تشذّ عن هذه القاعدة لكونها تمتلك جفوناً في عينيها، فما هي الفائدة من جفونها؟

جفون أسماك القرش

تعدّ أسماك القرش واحدة من أكثر الحيوانات خطورة وقوّة، فهي حيوانات كبيرة الحجم يزيد عدد أنواعها على الأربعمئة نوع تختلف من حيث الشكل والقوّة وطريقة التكاثر وسلوكها في التعايش، وأسماك القرش من الأسماك التي تشكّل خطورة كبيرة على جميع الكائنات الحية فهي ذات قوّة خارقة نظراً إلى امتلاكها حواس قوية للغاية وعضّة قاتلة وأسنان حادة.

لعلّنا اعتدنا أن نشاهد الأسماك البحرية وهي مفتوحة العينين كونها لا تمتلك جفوناً كتلك التي تمتلكها الحيوانات الأخرى، ولكن أسماك القرش تمتلك جفوناً تساعدها على تنظيف عيونها وتعقيمها، حيث تعتبر هذه الجفون من الأمور التي تمتاز بها أسماك القرش عن غيرها من الأسماك المتعارف عليها داخل المياه.

لا تستخدم أسماك القرش جفونها من أجل الحصول على الراحة وإغماض عيونها من أجل النوم، فمعظم أنواع أسماك القرش لا تغمض عيونها عندما تنام كونها تبقى في حالة تأهب وحركة دائمة تسمح لها بالحصول على الأكسجين اللازم للحياة، ولعلّ علماء سلوك الحيوان قد أثبتوا أن أسماك القرش لا تستخدم جفونها من أجل النوم بل من أجل عملية تنظيف العين من الأوساخ والجراثيم فقط كونها تسبح داخل المياه بصورة مستمرة وتخوض العديد من المعارك التي تتطلّب تنظف العينين من الأوساخ والدماء العالقة.

من الطبيعي أن نشاهد أسماك القرش وهي تسبح بصورة مستمرة في حالة بحث دائم عن فريسة يمكنها الحصول عليها، ولكن الصورة التي تعلق في أذهاننا هي صورة أسنانها القوية التي تشير إلى الموت وصورة عينيها المفتوحتين على مصراعيهما واللتان تخبران الأسماك الأخرى أنهما في حالة يقظة كاملة لا يمكن توقّع الوقت الذي يمكن لها أن تنام فيه، فهي من أكثر الحيوانات ذكاء وقدرة على التعايش حسب طبيعة المكان الذي تتواجد فيه داخل المياه.

المصدر: اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر. علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.


شارك المقالة: