تحتل الفيلة الدرجة الأولى في أكبر أنواع الثدييات حجماً وأثقلها وزناً وأكثرها غرابة في الشكل، فهي الحيوانات الأكثر قوة على الرغم من أنها ليست حيوانات مفترسة وهي من بين الحيوانات الأكثر ذكاء والتي تم استخدامها قديماً وجديداً في خدمة البشر، ولعل الفيلة من الحيوانات التي أصبحت معرضة للانقراض بسبب نقص الموائل والصيد الجائر، ولكن هل تعتبر الفيلة من الحيوانات المهاجرة، وإن كانت كذلك فلماذا تهاجر؟
سلوكيات عامة يمتاز بها الفيل
يعتبر الفيل الحيوان البري الأكثر ضخامة والذي يصل وزنه لحوالي ستة أطنان، وهو من الحيوانات التي تمتلك خرطوماً طويلاً قوياً ويمكن لها أن تكسب العديد من السلوكيات الهامة في خدمة البشر، وتعتبر الفيلة الحيوانات التي تتغير سلوكياتها بصورة كبيرة عندما تشعر بالغضب أو عندما تكون في ذروة حاجاتها الغريزية المتعلقة بالتزاوج، ومما لا شكّ فيه أن الفيل الأسيوي والفيل الأفريقي هما أشهر أنواع الفيلة الموجودة في العالم والتي تعيش في المناطق الدافئة.
سلوك الفيلة في الهجرة
من الطبيعي أن تهاجر ثيران النو والحمر الوحشية وبعض أنواع النمور والغزلان والطيور والأسماك، ولكن من المستغرب أن نجد حيوان بحجم وضخامة الفيل يبحث عن الهجرة ويقطع مئات الأميال بحثاً عن الموئل المناسب والماء والغذاء، ولعل الفيلة بالفعل من الحيوانات المهاجرة التي تقطع حوالي خمسمئة ميل كأعلى تقدير في رحلة الهجرة التي تقوم بها.
لا يشترط بالفيلة أن تقطع تلك المسافة التي تحتاج إلى حوالي أربعين يوماً من أجل الوصول إلى الوجهة الجديدة، فقد تهاجر الفيلة إلى مسافات أقرب إلا أن التوسع العمراني الكبير والصيد الجائر ومواسم الجفاف المتكررة أصبحت من الأمور التي تدعو الفيلة للقيام برحلات هجرة طويلة للغاية لا يمكن تخيل المتاعب التي تقع بها الفيلة جراءها.
تهاجر الفيلة الأسيوية والأفريقية في كل عام تقريباً مع بداية موسم الجفاف بحثاً عن الماء والغذاء، فهي رحلة طويلة وشاقة إلا أنها ضرورية للحصول على الغذاء اللازم الذي يضمن حياة الصغار والكبار ولاستمرار النسل، وفي مواسم الهجرة تلك تتربص النمور والأسود الفيلة الصغيرة للحصول عليها في لحظة غفلة من الفيلة الكبار، مما يجعل من رحلة الهجرة تلك محفوفة بالمزيد من المخاطر.
في الختام تقوم الفيلة في العادة بالعديد من رحلات الهجرة بحثاً عن الغذاء والماء والأمان اللازم بعيداً عن الحيوانات المفترسة وعن البشر الذين يعتبرون المعتدي الأول عليها، وتقطع الفيلة في بعض الأحيان حوالي أربعمئة كيلو متر للوصول إلى أماكنها الجديدة المحفوفة بالمخاطر.