تعيش معظم الثدييات في البرية وهي قادرة على الركض والمشي بصورتها المعتادة التي ألفناها كما هي حال الذئابوالخراف والنمور والفيلة، ولا يمكن لأي ثدي أن يطير سوى الخفّاش الذي ظلّ البعض يعتبره طائراً لفترة طويلة من الزمن، إلا أنّ علماء سلوك الحيوان أثبتوا أن الخفّاش واحداً من الثدييات التي تمتلك أصابع متصلة تشبه جناح الطير تمكّنها من الطيران، ولعلّ السناجب من الثدييات التي ألفناها في البرية، فما مدى قدرتها على الطيران؟
سلوك السنجاب الطائر في التعايش
هناك العديد من أنواع السناجب التي تعيش في المناطق البرية والتي تتمتع بلياقة وانسيابية عالية في قدرتها على تسلّق الأشجار، حيث يمكن لهذه السناجب أن تعيش على الأشجار وبين شقوق الصخور وبين الثقوب الموجودة في جذوع الأشجار، وهي تبلغ من الطول ما يصل لغاية متر وعشرين سنتميتر يزيد طول الذيل كثيف الشعر على النصف.
يعيش السنجاب الطائر في المناطق معتدلة الحرارة وهو حيوان ليلي ينشط في الظلام ويمتلك قدرة كبيرة على الرؤية في الظلام الحالك مستعيناً بعيونه الكبيرة التي تمكّنه من الحصول على طعامه وحماية نفسه بسهولة كبيرة، وتمتاز هذه الحيوانات التي تعتبر واحدة من القوارض الثدية بقدرتها الكبيرة على استخدام أسنانها التي لا تنفكّ تنمو بصورة متسارعة، وبالتالي فإنّ أي توقف عن قضم الأشياء يؤدي إلى موتها نتيجة نمو الأسنان بسرعة كبيرة.
كيف تطير السناجب الطائرة
لا يستطيع السنجاب الطائر أن يطير كما يعتقد البعض فهي لا تمتلك جناحين تساعدها على الطيران، ولكنّها تمتلك القدرة على الانزلاق وفتح أطرافها بصورة تشبه الطائرة الشراعية، حيث أنها تمتلك أغشية مرنة تمتدّ بين أطرافها الأربعة تجعلها شبيهة بقطعة قماش ممتدة طائرة في الهواء، وهذا الأمر من شأنه أن يساعدها على الانزلاق مستعينة بعضلاتها المسطّحة وذيلها القوي للطيران بين الأغصان بصورة مذهلة.
إن المسافة التي تقطعها السناجب الطائرة لا يمكن لأي ثدي آخر أن يقطعها في الهواء باستثناء الخفاش، حيث أنّ الغشاء المرن الذي يتواجد على أطرافها يسهّل عليها عملية الانزلاق وبالتالي الهروب من الأعداء المحتملين مثل الطيور والحيوانات المفترسة الأخرى مثل الثعالب والأفاعي، ولا ننسى أنّ السنجاب الطائر يستخدم هذه الخاصية إذا كان يتواجد في مكان مرتفع فقط.