هل يشرب حيوان الكوالا الماء

اقرأ في هذا المقال


عندما نودّ دراسة سلوك والطريقة التي يتعايش فيها أي حيوان فإننا نستذكر الطريقة التي يحصل فيها على طعامه، ولا نتحدّث غالباً عن كيفية الحصول على الماء كونها من الضروريات التي لا تدوم الحياة بدونها، ولعلّنا تحدثنا عن حيوانات يمكنها أن تمكث لأوقات طولة دون الحاجة إلى الماء مثل الجمل، ولكن أن نتحدّث عن حيوان لا يشرب الماء أبداً أو يشرب القليل من الماء طوال حياته فهذا أمر نادر الحدوث، ولعلّ حيوان الكوالا واحداً من الحيوانات الفريدة في هذا الخصوص.

كيف يحصل حيوان الكوالا على الماء

يعتبر حيوان الكوالا من أكثر الحيوانات غرابة في عالم الحيوان، فهي تمضي معظم وقتها وهي تعيش في أعالي الأشجار التي تتغذّى طيلة العام على أوراقها الخضراء، ويعتبر شجر الكينا وشجر الصمغ من الأشجار التي تمضي حيوانات الكوالا معظم أوقات حياتها وهي تعتليها، ولا تنزل عن تلك الأشجار أبداً إلى في موسم التزاوج بحثاً عن شريك أو للبحث عن شجرة أخرى.

إنّ بقاء حيوان الكوالا فوق الأشجار يساعدها على التعايش بصورة طبيعية وفقاً للنظام البيئي الذي تتواجد فيه، فهي حيوانات تخشى المواجهة ولا تملك الأدوات اللازمة التي تساعدها على الفوز أو حماية أرضها، لذلك تفضّل البقاء في أعالي الأشجار لتحصل على طعامها بصورة طبيعية.

تنام حيوانات الكوالا أيضاً فوق أغصان الأشجار بصورة طبيعية للغاية خشية التعرّض للصيد أثناء تواجدها على الأرض، ويبقى السؤال الذي لطالما وقف حائراً في وجه علماء سلوك الحيوان هو عن الكيفية التي يحصل حيوان الكوالا فيها على الماء، فهو لا ينزل على الأرض أبداً ولا يوجد في أعالي الأشجار تجمعات مائية، فكيف يحصل على المياه؟

إنّ حصول حيوان الكوالا على الماء هي من خلال استخلاص الماء النقي من أوراق الأشجار الخضراء التي يحصل عليها بصورة يومية، حيث يصل وزن هذه الأوراق التي يقوم بأكلها بشكل يومي إلى حوالي الكيلو غرام الواحد، وهذا أمر يساعدها في الحصول على حاجتها من الماء، ليس هذا فقط فحيوان الكوالا يقوم بلعق الماء الذي يسيل على جذور الأشجار التي يتواجد فوقها عندما ينزل المطر، وهذه الكمية التي يحصل عليها تعتبر كافية تغنيه عن شرب المياه بصورة طبيعية.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: