في عالم الحيوان هناك العديد من الحقائق المذهلة التي لطالما كانت نقطة خلاف وتوقّع لسنوات طويلة، حيث تعتبر السحالي من الحيوانات التي تشكّل جزءاً هاماً في عالم الحيوان، وتعتبر التماسيح أكبر السحالي حجماً وأكثرها قوّة وقدرة على الافتراس، كما ويعتبر تنين الكومندو من الزواحف القوية الت لطالما شكّلت نقطة تحول في قراءة سلوك الحيوانات، ولكن هل سمعنا من قبل عن سحلية الأنول وعن السبب الذي يساعدها في التنفس داخل المياه؟
كيف تتعايش سحلية الأنول في بيئتها
تعتبر سحلية الأنول واحدة من أكثر السحالي التي تتعايش على وجه الأرض غرابة، فهي سحلية صغيرة إلى متوسطة الحجم لا تمتلك القدرة على صَدّ الهجمات والدفاع عن نفسها بصورة طبيعية، لذا فهي عادة ما تلجأ إلى الغوص داخل المياه هرباً من الحيوانات المفترسة التي تحاول اصطيادها مثل الطيور الجارحة كالنسور أو الأفاعي أو الثعالب.
تقوم سحلية الأنول وبصورة عجيبة بالغوص داخل المياه لمدّة طويلة تصل في بعض الأحيان لما يزيد على العشرين دقيقة، وفي تلك الأثناء فإنّ سحلية الأنول تبقى تحت الماء ليس من أجل الحصول على الطعام أو الصيد ولكنها تبقى خوفاً من حيوان متفرس يتربّص بها في المنطقة اليابسة، لذا فهي تحتاج إلى الأكسجين اللازم الذي يمنحها الهواء كونها من الحيوانات التي تتنفس عن طريق الأنف من خلال الرئتين.
كيف تتنفس سحلية الأنول تحت الماء
سحلية الأنول وعلى خلاف باقي السحالي المتعارف عليها يمكنها أن تمضي وقتاً أطول من أي سحالي أخرى داخل المياه، فهي سحالي شبه مائية تمتلك فقاعة هوائية في مقدمة الوجه فوق منطقة الأنف تساعدها على التنفّس في كلّ شهيق وزفير تقوم به، وهذه الفقاعة تشبه البالون مما يسمح لهذه السحلية المذهلة من امتصاص الأكسجين الذي تحتاجه أثناء فترة التواجد داخل المياه.
كما وأنّ جلدها الرطب يساعدها أيضاً في الحصول على الأكسجين اللازم أثناء فترة تواجدها داخل المياه، حيث أنه وبمجرد مُلامسة جلدها للمياه تحيط به طبقة من الهواء التي تساعد على الاحتفاظ بالأكسجين لفترة أطول، بمعنى أنّ هذه السحلية قادرة على إعادة تنفّس الزفير الذي تقوم بإخراجه مرّة أخرى من خلال استخلاصه من منطقة الجلد المُحاطة بالأكسجين العازل.
يمكن لمعظم الزواحف حول العالم أن تسبح برشاقة كبيرة، ويعتبر التمساح المثال الأكبر على ذلك، إلا أن سحلية الأنول تعتبر أكثرها تطوّراً وقدرة على الغوص والبقاء داخل المياه لفترات طويلة تصل إلى عشرين دقيقة، وهذا الأمر يعتمد بصورة كبيرة على تركيبتها الجسدية المذهلة في الحصول على الأكسجين اللازم مُستخدمَة جلدها والفقاعة التي تعتلي منطقة الأنف لديها.