هل يمكن للبومة أن تدور رأسها بشكل كامل

اقرأ في هذا المقال


من المتعارف عليه أنّ الحيوانات تستطيع أن تحرك رؤوسها ضمن نطاق متعارف عليه، حيث يمكن للحيوانات الثدية أن تحرك رؤوسها ضمن نطاق يسمح لها بالالتفات والعودة وكذلك الحال بالنسبة للزواحف، أما الطيور فهي مختلفة قليلاً عن باقي الحيوانات كونها تستطيع أن تدور برؤوسها ضمن نطاق أوسع قد يصل في بعض الأحيان إلى دورة كاملة، ولعلّ طائر البومة خير مثال على ذلك.

هل يمكن للبومة أن تدور برأسها دورة كاملة

إنّ الحيوانات تمتلك أنظمة بالغة الدقّة بصورة تساعدها على التعايش وفقاً للنظام البيئي الذي تتواجد فيه، حيث أنّ معظم الطيور لا يمكنها أن تشتم ولكن يمكنها أن تسمع وأن تغرّد بصورة رائعة، ولا يمكن لبعض أنواع النمل أن ترى من خلال عينيها ولكنّها تعتمد بصورة كبيرة على حاسة الشم.

طائر البومة واحد من أكثر الطيور غرابة في عالم الحيوان فهي تمتلك عيوناً كبيرة جداً مقارنة بأجسادها، إلا أنّ هذه العيون الكبيرة الرائعة لا يمكنها التحرك ضمن نطاق العين، وبالتالي فالحيوانات وخاصة البرية منها بحاجة إلى رؤية جيدة تساعدها في رؤية كلّ ما هو حولها؛ لتستطيع النجاة من الحيوانات المفترسة التي تتربّص بها.

أصبح من الضرورة أن تعوّض طيور البومة النقص الحاصل لديها في عدم قدرتها على تحريك عينيها بصورة تسمح لها في رؤية ما هو حولها، ولعلّ الأمر المستغرب هو قدرة طائر البومة في دوران رأسها بصورة كاملة وفي كلتا الاتجاهين، حيث أنّ هذا الدوران يساعدها في رؤية ما حولها كون العيون لا ترى إلا بصورة أفقية، وبالتالي فهي تتمكّن من رصد الأحداث من حولها ومعرفة مكامن الخطر وكيفية النجاة.

لماذا يدور رأس البومة دون أن يحدث لها أي ضرر

تعتبر الرقبة من أكثر مناطق الجسم حساسية كونه يربط ما بين الجسم والرأس ما يحتويه من دماغ عن طريق الأعصاب والشرايين، ولعلّ الطيور من أكثر الحيوانات التي تمتلك فقرات في منطقة الرقبة لذات تكون حركة الرقبة أكثر سهولة من غيرها، وبالتالي فإن التركيب العظمي لرقبة البومة وطبيعة الشرايين والأوعية الدموية يسمح لها في تحرك رأسها كونها أطول ومتصلة بالرأس بصورة فريدة تسمح في تدفق الدم دون انقطاع الأوعية الدموية والشرايين.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر.


شارك المقالة: