لا يزال البحث عن معلومات أكثر حول الكيفية التي تتعايش فيها الحيوانات مدار بحث لدى علماء سلوك الحيوان، ولعلّ قدرة بعض الحيوانات على النوم لفترات طويلة دون الحاجة إلى طعام أو شراب بما يطلق عليه بالسبات الشتوي هو أكثر ما أثار حفيظة علماء سلوك الحيوان، ففي الوقت الذي تقضي بعض الحيوانات أوقات قليلة جداً في الراحة والنوم على الرغم من أجسادها الضخمة مثل الفيلوالزرافة، نجد حيوانات أخرى أقل حجماً بكثير تنام لسنوات، فما هي الحال بالنسبة للحلزون؟
كيف ينام الحلزون
يعتبر الحلزون واحداً من أكثر الحيوانات بطئاً في الحركة، فهي حيوانات على الرغم من أنّ حجمها صغير إلا أنها حيوانات بطيئة لا تنشط إلا في درجة حرارة معيّنة، فالحلزون وعلى اختلاف أنواعه التي تعيش في المياه المالحة والعذبة وتلك التي تعيش في اليابسة من أكثر الحيوانات غرابة من حيث قدرتها على التعايش لفترات تصل لغاية خمسة عشر عاماً إن لم تتعرض للافتراس.
على الرغم من أنها حيوانات لا تكاد أحجامها تشكّل شيئاً إلا أنها جزء من الطبيعة ذات نظام بيئي متوازن، ولعل الحلزون من الحيوانات التي لا تحتمل الأجواء الحارة جداً والجافة، كما لا يمكنها أن تحتمل الأجواء الباردة وخاصة عندما تنخفض درجة الحرارة دون الخمسة عشرة درجة.
عندما تنخفض درجة الحرارة دون ذلك وتكون الأجواء غير مهيأة لتعايش الحلزون بصورة طبيعية فهي تلجأ إلى قوقعتها الصلبة الصغيرة وتتقوقع داخلها لمدة طويلة قد تصل إلى أربعة أعوام، ولكنّها عادة ما تكون مجهّزة بالغذاء الذي يحتويه أجسادها والذي يمكّنها من الامتناع عن الطعام لفترة طويلة حتى تصبح الأجواء طبيعية يمكن الخروج فيها.
يمكن للحلزون أن يفرز مادة كلسية مخاطية تساعده في إغلاق فتحة القوقعة التي تحيط بها، حيث تقوم على حماية أنفسها من الحيوانات الأخرى التي ترغب في التهامها، كما وتضمن أن تستمر عملية التنفّس من خلال تلك المادة بصورة طبيعية وهي بذلك تنام لفترات طويلة بما يسمى بالسبات، وفي حال ارتفعت درجات حرارة الطقس إلى مستويات جيدة يقوم الحلزون بإفراز مادة تعمل على إذابة المادة الكلسية بصورة كاملة لتبدأ مسيرة الحياة من جديد.