لطالما كان الخفاش مثيراً للدهشة نظراً إلى سلوكياته الفريدة التي وضعت علماء سلوك الحيوان في حيرة من أمرهم لفترة ليست بالقصيرة؛ كونه قادر على الطيران مع ذلك فهو يتكاثر بالولادة، ليكون الخفاش الحيوان الثدي الوحيد القادر على الطيران والتكاثر بالولادة وإرضاع الصغار، وتشكّل الخفافيش بأنواعها العديدة ما نسبته عشرين بالمئة من أعداد الثدييات الموجودة حول العالم، فهو موجود في معظم قارات العالم باستثناء القارة المتجمدة الجنوبية، فكيف يمكن للخفاش علاج نفسه؟
سلوك الخفاش في التعايش
أصبح الخفاش نظراً للتطور العلمي الكبير من الحيوانات التي أضحت سلوكياتها معروفة لدى علماء سلوك الحيوان، فهو حيوان ليس بالخطير كما يعتقد البعض لدرجة كبيرة ولكنه حيوان ليلي ذو مواصفات سلوكية عالية من حيث الطيران بسرعات عالية تصل لغاية مئة وخمسين كيلو متر في الساعة وكيفية النوع وكيفية الخصول على الغذاء، وكيفية الرؤية في الظلام وكيفية التزاوج وغيرها من السلوكيات المثيرة، ولكن ما كان مثيراً أكثر من ذلك هو قدرة الخفافيش على الشفاء بسرعات كبيرة من الأمراض والجروح الخطرة.
لا شكّ أن العديد من الحيوانات تمتلك قدرة كبيرة على علاج نفسها من الضربات والخدوش والإصابات الخطرة وغير الخطرة التي تتعرض لها مثل القطط والكلاب وعدد كبير من الطيور والقرود، وتعتبر الخفافيش من الحيوانات التي تمتلك قدرات كبيرة في علاج نفسها، إذ تتعرض الخفافيش أثناء طيرانها إلى إصابات متوسطة تؤدي إلى تلف أجنحتها ذات الأغشية الرقيقة، وهذا الأمر نتيجة تحركها في الظلام معتمدة على الذبذبات الصوتية أكثر من اعتمادها على حاسة البصر، وبالتالي فهي قادرة على بناء أنسجة جديدة وبسرعات كبيرة غير متوقعة.
يمكن للخفاش وخاصة تلك الأنواع التي يمكن لها مصّ دماء الحيوانات الأخرى للحصول على الغذاء اللازم للحياة أن تقوم بعلاج بعض الإصابات التي تتعرض لها بصورة طبيعية، فأجسادها تحتوي على مواد تساعدها على الشفاء التام وبسرعة كبيرة، كما وأن الخفافيش بصورة عامة تقوم بتنظيف أجسادها وخاصة الأذنين من الحشرات والطفيليات وأي زوائد تتواجد على أجسادها، حيث تقوم باستخدام ألسنتها في تعقيم أجسادها بصورة رائعة
هذا الأمر من شأنه أن يمنح الخفاش سلوكيات رائعة في الحركة والقدرة على الحياة لفترات طويلة تتراوح ما بين ثلاثين وأربعين عام، وهي فترة لا تعيشها معظم الكائنات الحية على الرغم من أن الخفاش ذو جسد صغير لا يعادل أجسام العديد من الحيوانات الثدية الأخرى التي تعيش فترة أقصر بكثير.
