إنّ استمرار جنس أو نوع من أنواع الحيوانات يكون نتيجة التكاثر فيما بينها، ويحدث هذا الأمر إما عن طريق الولادة، كما هي الحال لدى الرئيسيات مثل الدببة والقطط والكلاب والبقريات والسنوريات والثعالب وغيرها من الحيوانات المتعارف عليها، أو عن طريق البيوض كما هي الحال لدى الأسماك والطيور والحشرات والزواحف، وتمثّل الأنثى تقريباً الجزء الأكثر أهمية في عالم الحيوان كونها هي من تهتم بتربية الصغار وحمايتهم، ولكن هل سمعنا من قبل عن حيوانات تقوم بقتل صغارها وأكلها، فهل تعتبر الدّببة من الحيوانات المتهمة بهذا أم لا؟
كيف تقوم الدببة بتربية صغارها
يوجد في العالم العديد من أنواع الدّببة المنتشرة في كافة بقاع الأرض، فمنها من يعيش في القارة المتجمدة الشمالية مثل الدب القطبي، ومنها ما يعيش في القارة الأمريكية وفي أوروبا مثل الدب البني أو الدب الرمادي، ومنها ما يعيش في القارة الآسيوية مثل دب الباندا، ومنها ما يعيش في الغابات الاستوائية مثل الدب الكسلان، وتعتبر الدّببة بصورة عامة من الحيوانات المفترسة الرئيسية ذات الحجم الضخم.
تعتبر الدّببة من الحيوانات شديدة القوّة مُعتمدة على ضخامة أجسادها، بالإضافة إلى أنها حيوانات قوية البُنية سريعة قادرة على العَدو بسرعات كبيرة تصل لغاية أربعين كيلو متر في الساعة الواحدة، وهي قادرة على السباحة أيضاً، كما وتمتلك أنياباً قوية ومخالب حادة أيدي في غاية القوة تساعدها على قتل أكثر الحيوانات قوّة، وعلى الرغم من ذلك فإنّ أنثى الدب تعتبر أم تمتاز بالعاطفة القوية وهي تقوم بالتضحية بنفسها مقابل الدفاع عن صغارها الدياسم حتى يصبحوا قادرين على حماية أنفسهم.
كيف تحافظ الدببة على صغارها
لا تعتبر الدببة من الحيوانات التي تلتزم فيها الذكور والإناث بزواج واحد طوال العمر، كما هي الحال لدى الذئاب، فهي حيوانات تتزاوج في حال أقدَم الذكر على التواصل مع الأنثى وحصلت الموافقة، وبعد أن تتم عملية الحمل تلد الأنثى بعد فترة حمل تتراوح ما بين مئة وخمسة وتسعين يوماً إلى مئتين وخمسة وستين يوم، حيث تضع الأنثى ما معدله صغيرين يكونا في في حالة عمى تام وغير قادرين على الرؤية أو الحركة بصورة تامة، فتقوم الأنثى على إرضاعهم حتى يصبحوا قادرين على الأكل.
ولعلّ أنثى الدّببة من الحيوانات التي تحافظ على صغارها بصورة كبيرة، حيث تقوم برعايتهم حتى يبلغوا من العمر من ثلاثة إلى أربعة أعوام، وفي هذه الأثناء تقوم بتقديم كلّ ما يَلزم من حماية وحليب ورعاية وحماية من الحيوانات المفترسة الأخرى، وترفض الأم أن تُقدّم أية تنازلات في حياة أ صغير من صغارها مقابل حماية نفسها، وهي بهذه الحال تبقى برفقة الأب الذكر فترة من الزمن قبل أن تنفصل لتبدأ رحلة العناية بالصغار بصورة منفردة.
هل تقتل أنثى الدب صغارها
لقد رصد علماء سلوك الحيوان بعض السلوكيات التي قامت بها أنثى الدب والتي شَكّلت حالة من الصدمة في دراسة سلوك أنثى الدب، حيث تم رصد عدد من الحالات التي تقوم من خلالها أنثى الدب بقتل صغارها، ولعلّ السبب كان مجهولاً وتم ربطه لكون الدببة من الحيوانات المفترسة التي قد لا تجد طعاماً في بعض الأحيان، وخاصة في فصل الشتاء البارد في فترة السّبات فتقدم على أكل بعض صغارها للحصول على الطعام وهذا تفسير غير صحيح.
إنّ ما تمّ تأكيده هو أنّ أنثى الدب حالها كحال القطط والكلاب والأسود والعديد من الحيوانات التي تقوم بقتل بعض صغارها، والأمر عادةً لا يتعلق بالطعام أبداً، وإنما يتعلّق في أنّ أحد الصغار يولد وهو في حالة وَهن وضعف وعدم القدرة على التعايش برفقة إخوته بصورة طبيعية، وترفض هذه الحيوانات أن يكون من النسل يتكون من حيوانات ضعيفة غير قادرة على المحافظة على السلالة بصورة سليمة، فتقوم بقتل الصغار الذين يولدون وهم في حالة ضعف، حيث تصبر الأم على صغيرها حتى ينمو ولكن إن لم ينمو بصورة صحيحة فهي تقوم بقتله وأكله.
كما وتقوم أنثى الدب أيضاً بقتل صغارها عندما تشعر بأنّ هذا الصغير يعاني من مرض مُعدٍ، أو أنه غير قادر على التعايش بصورة سليمة برفقة إخوته، كونه يعاني من اختلال ما، وفي هذه الحالة تخشى الأنثى أن يقوم هذا الصغير بعدوى باقي إخوته وإصابتهم بالمرض فتُقدِم على قتله وأكله للتخلص منه بصورة نهائية خوفاً من نقل الأمراض أو جلب الحيوانات المفترسة بعد موته، وهذا الأمر تقوم به أنثى الدب عادةً للحفاظ على حياة الصغير ذو الصحّة الجيدة، ولا تقوم به أبداً في حال كان صغارها بحالة جيدة.
