هل تنتقم الفيلة من البشر

اقرأ في هذا المقال


إن الاعتقاد السائد الذي يقول بأن الحيوانات كائنات حية ساذجة لا تملك أي مشاعر ولا يمكنها التفكير بصورة منطقية أو تذكّر ما حصل معها في الماضي هو غير صحيح إطلاقاً، ولعلّ الأحداث التي حصلت في الماضي والحاضر ولا تزال تحدث في كلّ يوم هي خير دليل على هذا الأمر.

سلوك الفيلة في التعامل مع البشر

الحيوانات ذكية بالقدر الذي تمنحها الحياة ذلك، فهي قادرة على الحزن عندما تفقد صغارها كما هي الحال لدى الفيلة، وهي تخشى أن تفقد شريكها وهي تنتقم ممن يسيء إليها كما هي الحال لدى الفيلة.

تعتبر الفيلة من الحيوانات الضخمة التي تعيش على البرية وتتكاثر بالولادة، فهي أكبر حيوان يعيش على البرية وأضخمها حجماً، ولعل الإنسان قديماً وحديثاً استطاع أن يستخدم الفيلة في حمل الأشياء وجرّها، واستخدامها في العديد من الاستخدامات التي سهّلت الحياة كونها من الحيوانات القوية جداً والذكية والقادرة على التعلّم بسهولة أسوة بالحيوانات المستأنسة مثل القطط والكلاب والدلافين والقرود.

على الرغم من أن الفيلة حيوانات أليفة يتم استخدامها في العديد من الأماكن وخاصة في القارة الأفريقية وفي الهند، إلا أنها تمتاز بعدد من السلوكيات الخطرة، حيث أنّ الفيلة من الحيوانات التي تمتاز بخليط من المشاعر التي لا يمكن لأي حيوان آخر أن يقوم بإظهارها، فهي حيوانات حسّاسة للغاية لا يمكنها تقبّل الإهانة او التهميش او التحقير والضرب، كما وأنها تُبدي مشاعر قوية في حال فقدانها أحد أقربائها سواء كان شريك أو صغير.

وعلى الرغم من الفيلة حيوانات هادئة في أغلب أوقاتها تهتم في كيفية الحصول على الغذاء والماء والراحة إلا أنها قد تكون في غاية الشراسة إذا شعرت بالغضب، وقد أكدت العديد من الدراسات أن سلوك الفيلة متغير وبسرعة كبيرة وخاصة إذا ما كان الأمر يتعلّق في تحقيرها والتقليل من قيمتها، فهي في بعض الحالات تكون في حالة هيجان وتقوم بتدمير كلّ شيء حولها، حيث يمكن لها أن تستخدم أقدامها القوية في رفس كلّ من يعترض طريقها.

تستخدم الفيلة أيضاً خرطومها الضخم في محاولة لتخريب أو قتل الأشخاص الذين يتواجدون حولها، وقد رصد علماء سلوك الحيوان بعض الحالات التي تم خلالها فقدان السيطرة على أحد الفيلة في القارة الأفريقية أو في الهند على وجه الخصوص، حيث قامت تلك الفيلة بسلوكيات خطرة للغاية تمثلت في قتل عدد من الأشخاص وتخريب الكثير من الممتلكات، وهذا السلوك يعتبر خطراً وينمّ عن وجود تفكير لدى تلك الحيوانات وعدم نسيانها للإساءة والشعور بالانتقام.

المصدر: علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008. سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.


شارك المقالة: