يعتبر النوم من الحاجات الرئيسية التي لطالما كانت مدار بحث في سلوكيات الحيوانات، ولعلّ معظم الحيوانات تحتاج إلى ساعات نوم منها ما يطول او يقصر، فالدببة والسناجب مثلاً تحتاج إلى أوقات نوم طويلة وخاصة في فصل الشتاء البارد، بينما لا تحتاج الزرافة ذات الحجم الهائل إلى ما لا يزيد عن النصف ساعة من النوم خلال اليوم الواحد، ولكن تبقى الدراسات المتعلّقة بعالم الحشرات أمر مختلف تماماً، فهل ينام العقرب؟
متى ينام العقرب
لطالما كان هناك العديد من الدراسات المتعلّقة بسلوكيات العقرب كونه الحشرة الأكثر خطورة على حياة الإنسان، إذ يبلغ عدد الأشخاص الذين يموتون سنوياً جرّاء التعرّض للدغة الأفعى حوالي خمسة ألاف شخص، وهذا العدد الكبير يعتبر من الأمور الخطرة التي تهدد حياة العديد من الأشخاص وعلى وجه الخصوص الأطفال، لذا أصبح من الضرورة معرفة الأوقات التي تنشط فيها العقارب وتكون أكثر خطورة.
العقارب من الحيوانات الخطرة التي عادة ما تتواجد في المناطق الحارة والدافئة، وهي من ذوات الدم البارد التي لا تستطيع التحرّك والتأثير في الأجواء الباردة وعلى الرغم من ذلك فهي لا تتحرك كثيراً في أوقات النهار، إذ عادة ما تلبث في أماكن خاصة بها بين الحجور أو بين الحفر تنام فيها أوقات النهار، مما يجعلها أقلّ خطورة بكثير أوقات النهار، لكونها حشرات سامة ولكنها خجلة ال تقوى على المواجهة أو الظهور بصورة مباشرة أوقات النهار.
تظهر العقارب بصورة أكثر وضوحاً ونشاطاً في الليل، وعادة ما تحاول الصيد والحصول على طعامها تحت جنحة الظلام، وفي هذه الأثناء تضمن العقارب الحصول على أجواء أكثر هدوءً وقدرة على الحركة بصورة جيدة بعيداً عن المواجهة والتعرّض للقتل، وفي الليل عادة ما تضمن العقارب حريّة الحركة وسهولة الاختباء بعيداً عن خطر الحيوانات الأخرى.
إنّ الفترة التي تقضيها العقارب في أوكارها تعتبر فترة النهار والتي يقلّ فيها النشاط، وتعود للخروج مرّة أخرى في الليل بحثاً عن طعامها، وإذا ما كانت مضطرة للدغ أعداءها واستخدام سمّها القاتل فهي لا تمانع ذلك في سبيل المحافظة على حياتها والاستمرار بصورة طبيعية، ولعلّ العقارب تنام في وضعيتها الطبيعية دون أن تضطجع على ظهورها.