ما هي البراغماتية؟

اقرأ في هذا المقال


البراغماتية:

هو مذهب فلسفي سياسي يعتبر نجاح العمل و المعيار الوحيد لِلحقيقة و رابطا ً بين التطبيق والنظرية، حيث أنَّ النظرية يتم استخراجها عبر التطبيق و العمل، نشأت هذه المدرسة في أواخر 1878 في الولايات المتحدة الأمريكية و هو اسم مشتق من اللفظ اليوناني براغما ومعناه العمل.

مذهب فلسفي يحاول تطبيق الأَساليب العملية على الفلسفة، وَتتركَّز الفكرة الأَساسية على أَنَّ معنى فكرة ما أو حقيقتها تتحدَّد بتأثير تلك الفكرة على الممارسة والسلوك، وأنَّ حقيقة كل المفاهيم لا تثبت إلَّاعن طريق التجربة العملية.

وتقرر البراغماتية أنَّ العقل لا يبلغ غاياته إلّا إذا قاد بصاحبه إلى العمل المفيد. فاَلفكرة الصحيحة هي الفكرة الناجحة، أي الفِكرة التي تحققها التجربة، وَكل ما يتحقَّق بالفعل حق، ولا تقاس مصداقية القضية إلّا عن طريق نتائجها العملية.

ويفضَّل البعض تسميتها العلمانية أو الذرائعية، لِكونها فَلسفة تهتم أساساً بالآثارالعملية كما تجسدها الفعالية على مستوى الممارسة العملية.

أهم المفكرين في البراغماتية:

تشارلز بيرس:

هو مُؤسس الذرائعية، أول من ابتكر كلمة البراجماتية في الفلسفة المعاصرة، صاحب فكرة وضع «العمل» مبدأ مطلقًا في مثل (إنَّ تصورنا لموضوع ماهو إلَّا تصورنا لِما قد ينتج عن هذا الموضوع من آثار عملية لا أكثر)، سيميائياتي وفيلسوف أمريكي، أحد كِبار المُجدِّدين، خصوصاً في منهجية البحث وفلسفة العلوم.

المنطق عند بيرس (إنَّنا لكي نبلغ الوضوح التام في أفكارنا عن موضوع ما، فإنَّنا لا نحتاج إلَّا إلى اعتبار ما قد يترتب من آثار يمكن تصورها، ذات طابع عملي، قد يتضمنها الشيء أو الموضوع وما هي الأحاسيس التي يتعين علينا أن نتوقعها من هذا الموضوع، وما هي ردود الأفعال التي ينبغي أن نعدها لأنَّ إدراكنا وَتصورنا للمعاني الكلية لهذه النتائج و الآثار سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، يكون هو بالنسبة لنا كل تصورنا للموضوع، ما دام هذا التصور لهُ أهمية).

لقد كان بيرس تجريبياً مشبعاً بعقلية المعمل، ففي كتاب ميتافيزيقا الأخلاق ميّز بين ما هو براجماتي وَما هو عملي، فالعملي يشتمل على القوانين الأَخلاقية التي يعتبرها كانت أولية (قبلية) بينما البراجماتي يشملُ قواعد الفَن وأسلوب التّناول الذي يعتمدان على الخِبرة وَيطبقان في مَجال الخِِبرة.

جون ديوي:

وصف البراغماتية بأَنَّها فَلسفة معاكسة لِلفلسفة القديمة التي تبدأ بالتصورات، وَبقدر مصداقية هذه التصورات تكون النتائج، فهي تدعُ الواقع بفرض معنى الحقيقة على البشر و ليس هناك حق أو حقيقة ابتدائية تفرض نفسها على الواقع.
كَفيلسوف براغماتي يُقدم ديوي مفهوماً مختلفاً عن الحقيقة باعتبار أنَّ الحقيقة هي الفكرة النافِعة وَ الفكرة النافعة هنا تعني الفكرة التي تجيب على الأسئلة لدى الإنسان وَتحل المشاكل التي تواجهه، فعلى سبيل المثال الفكرة الحقيقية في الرياضيات هي الفكرة التي تقدم حلاً لسؤال رياضي أمّا الفكرة التي لا تقدم حلاً عند ديوي ضمن المعرفة هي التي تشمل تلك التَجارب الناجحة والفاشلة وَلكن الحقيقة مخصَّصة فقط للأفكار التي أثبتت الخِبرة نجاحها، عند ديوي هذا هُو التفكير العلمي ، التفكير الذي يربط مباشرة بين الفكر والعمل ويحاكم الأفكار بحسب قدرتها على الإنتاج.
في كتابه ((إعادة البناء في الفلسفة)) يرى ديوي أَنَّ الفلسفة ضلَّت الطريق حين فَصل الفكر عن التجربة العملية، الأفكار المتعالية الترانسندنتالية التي يدعي أصحابها أنَّها متعالية تعد إعاقة وقيداً للتفكير الفلسفي هذه الأفكار بحسب ديوي يَفقد الفيلسوف الحرية في الحُكم وَالنقد باعتبار أنَّ هذهِ الأفكار تقدم وكأنَّها خارجة عن أيِّ فضاء للاختبار.

ويليام جيمس:

أشهر فلاسفة البراجماتية وأكبر أعلامها ذهب إلى أنَّ العقل ليس أداة للمعرفة بل هو أداة لتنمية الحياة و تطورها؛ فليس من وظيفة العقل أن يعرف وإنَّما عمله خدمة الحياة، وأنَّ المنفعة العملية هي المقياس لصحَّة هذا الشيء.
عرَّف ويليام جيمس البراجماتيه على انَّها اسم جديد لطرائق قديمة في التفكير يعني أنَّ يعترف ويقر بقدم هذا المنهج أو الطريقة في التفكير، إلَّا أنَّ ويليام جيمس يُوضح في محاضرته بِكاليفورنيا أنَّ براجماتيته هي إلي حد كبيـر هي من وحي الفلاسفة الانجليز، لوك وباركلي وهيوم وميل، وأنَّها تباين للمـذهب المتعـالي، فَمنهجه مَرن، وَفلسفته تنسجم مع مجموعة اتجاهات فلسفيه قديمة وَحديثة، فيقول جيمس يقول: “أنَّ البراجماتيه تتفق مع الاسمية في رفض المفاهيم المجردة والتعلُّق الشخصي”.


شارك المقالة: