الدبلوماسية

اقرأ في هذا المقال


هي كلمةٌ مُشتقَّةٌ من الكَلمةِ اليونانيّةِ وتعني (الوثيقَة المطلوبة) كانت تَتضمَّن وثائق ومعلومات وخطابات سريّة، ومن ثمّ اتَّسع مفهومها لِيعني السِّجلات وَالمعاهدات والوثائق التي تُبرمُ بين الأُمم وَالحضارات.

مفاهيم الدبلوماسيّة:

حسن صعب: إنَّها تعني علمٌ وفنٌّ وقانونٌ وتاريخ ومؤسَّسة ومِهنة، ويقصد بها كَعِلمٍ؛ لِأنَّها تنطوي على قواعد وَأصول محدَّدة تحكم ممارستها، وَكيفيَّة تطبيقها بالعَلاقات الدوليّة.
هارولد نيكلسون: هي عِلم وَإدارةُ العَلاقات الدوليّة عن طريق إدارة وَمعالجة هذهِ العَلاقات بِواسطة السفراء وَالممثلين الدبلوماسيين، أو عن طريق المُفاوضات، مثلاً: وزارة الخَارجية البريطانيّة لديها أَشخاص مُختصُّون بِإدارة المَراسم الدبلوماسيّة، حيث تتمّ إدارة العَلاقات مع خُبراء أَكفاء وَمجموعة من الفنيين الذي لَديهم خِبرة وَعلم في المعاهدات والقانون الدوليّ.
أرنست ساتو: هي استعمال الفطنة والذَكاء في كيفية إدارة العَلاقات الرَّسميّة بين حُكومات الدول المُستَقلة.
شيشرون: هي التَّوصية الرسميّة التي تُعطي لِلأفراد الذين يأتون إلى البِلاد الرومانيّة، وَكانوا يحملونها معهم حتى يسمح لَهم بِالمرور وَيكونوا موضوع رِعاية خاصَّة .

العناص التي يجب أَن ينطوي تعريف البلوماسيّة عليها:

الأول: عَلى صعيد العَلاقات الدوليّة، وبِما أنَّ الدُّول لا تستطيعُ أن تَعيشَ في عُزلة، وَمجبرة على الانفتاح على الدُّول الأخرى من أجل خِدمة شعوبها، وَتبادل المنافع مِمَّا يؤكّد أنَّ الدبلوماسية ضرورة لِمصالح الشعوب والدول، وَلا يمكن ممارستها إلَّا بين أشخاص القَانون الدوليّ.
الثاني: أَنها تَتضمَّن فِكرة التفاوض، بِما أنَّ أهداف السياسة الخارجيَة للدُّول لَيست واحِدة.

أنواع الدبلوماسيّة:

أولاً: الدبلوماسية الثنائية:

عِند الأخذ بِعين الاعتبار العَلاقات الدوليّة، وَالمتغيرات المُتعلِقة بِهذه العلاقات سواء في العصور القَديمة أَو الوسطى نَجد أنَّهُ في أَغلب الأحيان تَتَّسم هذِه العلاقات بِالطابع الثنائيّ، وَلهذا افترض الكثير من الباحثين أنَّ ظُهور الدُّبلوماسيّة جاءَ في أعقاب صِدام مُسلَّح بين قبيلتين مُتجاورتين، وَبات واضحاً لِكلاهما أنَّه لا بدَّ من إجراء صلح بينهما، فَكان رُسُلُ القبيلتين يَتفاوضون مِن أجلِ هذه القَضية، وَهذا الوضع يقاس على الدُّول بالمعنى القانونيّ، حيث بَقيت العلاقات بين الشعوب مُتقطِعة تَتَّسم بالعدائية وَالحَرب.
كَثيرٌ مِن الاتّفاقات عُقدت في مختلف العصور وكَانت ثنائيّة، وَذلكَ بِسبب تَعدُّد الحاجات وَالمصالح وَتشابكها؛ حيث لَجأت الكثير من الدُّول لِإشباع الحاجات مِن خلال علاقات مع دُول الجِوار، وَلا تزال تشكل الرَّكيزة الأساسيّة في التَّعامل الدوليّ لعدَّة اعتبارات ومنها :

  • تحرُّر الدولة في أَهدافها وَمصالحها من القيود.
  • سرعة وَسهولة إِجراء الاتّصالات الثنائيّة مقارنة مَع الاتصالات المُتعَدّدة.
  • الثنائية تستخد تمهيداً للدبلوماسية مُتعدّدة الأطراف.
  • تعتبر الثنائية أَكثر فعالية؛ لِأنَّها محصورة بين طرفين.
  • يرَى البعص أنَّ النقاش بين المُتعدّدة الأطراف حول موضوع معين يُفقدهُ أَهميتُه.
  • إنَّ القُدرات الناتِجة لِلثنائية أَكثر حيوية وَالتزاماً.
  • إنَّ النتائج المترتبة عن الثنائيّة أَفضل للطرفين.
    إنَّ النتائج المترتبة عن الثنائية أفضل لكلا الطرفين، فكلما زاد عدد الأطراف المشاركين قلَّ نصيب كلِّ طرفٍ منها لِأنَّ توزيع المكاسب يكون حسب تَوزيع الأَطراف.

ثانيا: الدبلوماسية متعددة الأَطراف:
أنَّها ليست حَديثة بِمعنى تَمَّ التَعامل وَالأَخذِ بِها في العصور القَديمة وَالوسطى، حيثُ إن هناك اتّصالات مُتعدّدة الاَطراف لِأن هنالك مَصالح مشتركة بين عِدة دول، لكن هذه النشاطات كانت محدودة وَتعبِّر عَن أَوضاع خاصة وَلم تبدأ ملامِح هذه الدبلوماسية في الظهور إلَّا في العصور الحَديثة، وَذلك مع انعِقاد مُؤتمر ويست فاليا عام 1648 وَهي تعتبر أَقدم مُعاهدة، فقد جَمع المُؤتمر عدداً كبيراً من الدول الأوروبيّة وَأَسفر عن هذا الاجتماع إنجاز دبلوماسيّ هام خاضتها الدول الأوروبية بهذا التَّوسُّع، وبرزت في أوروبا من جديد وَبشكلٍ واضح أَعقاب الثورة الفرنسيّة من خلال ممارسة دبلوماسية المحالفات ومن ثم أَخذت تتكرَّر بعد ذلك بِشكل مؤتمرات دوريّة لِبحث المشكلات السياسيّة.

مَهارات البلوماسيّة:

مِن أَهمِ المَهارات التي تُساعد الدبلوماسيّ في الوصول إلى النتيجة المطلوبة هي الفهم الشامل لِمنظور الطرف الذي يتمُّ النقاش مِن أَجله وَتقدير مصالح الطرف الآخر ولثقافته، حيثُ تتيح المُفاوضات فُرصة الوصول إِلى حلّ يربح فيه الجميع، وَحتى ينجح الدبلوماسيّ عليهِ أن يتقن فنّ الإنصات والسمع لِما يقولهُ الطرف الآخر وَمحاولة العثور على نقاط اتّفاق مشتَركة تجمع بينَهم وَتتغلّب على النقاط التي تفرّقهم وَلِهذا عليهم الدخول في نقاشات لها أهدافٌ واضحةٌ وَمحدّدةٌ.

الواجِبات البلوماسيّة:

يَقوم المُفوضون الدبلوماسيّون خَارج بِلادهم بِجمع المَعلومات حول كلِّ شيء ذي قيمة وَمعنى من وجهة نظر بلادهم، حيث يَقومون بإِرسال تَقارير رسمية غالباً ما تَكون في شكل رموز، وكذلك فإِنَّ المفوضين الدبلوماسيين يُدافعون عن حقوقِ مواطنيهم الذين هُم خارِج البلاد، حَيث يَتَّخذ هؤلاء الدبلوماسيّون مَقرهم الرئيس في السَّفارَة أَو في المُفوضية، وَالفرق الوحيد بين السفارة وَالمفوضية هي درجة الدبلوماسيّ المُكلف فَالسفير يرأَس السفارة، وَالوزير المفوَّض يرأَس المفوضيّة.


شارك المقالة: