ما هو مفهوم الدولة؟

الدولة: هي مَجموعة من الأَفراد الذين يُمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي مُحدَّد وَيخضعون لِنظام سياسي معيَّن متفق عليه فيما بينهم يتولَّى شؤون وَأُمور الدولة و تُشرف الدولة على أَنشطة سياسية وَاجتِماعية وَاقتصادية التي تَهدف إلى تَقدمها وازدهارها وَتحسين مُستوى حياة الأفراد فيها وينقسم العالم إلى مجموعة كبيرة مِن الدول وإن اختلفت أنظمتها وأشكالها السياسية.

نشأة الدولة:

هناك مجموعة من النظريات فسّرت نشأة الدولة:

• نَظريّة العقد الاجتماعي :  تَرى هذهِ النظريّة أنَّ أفراد الشعب أَجمعوا على قِيام الدَولة مِن خلال عقد اتفاقيات عليها مَجموعة من الأَفراد (مع الحاكمين) حيث يَتقبَّل الشعب حُكم الدولة مقابل تَلبيتها لحاجات الناس الأَمنية وَتنسيق علاقاتِهم مع بعضهم البعض وقد نادى بِهذه النظرية مجموعة من المفكرين السياسيين مثل: جان جاك روسو وَ توماس هوبز.
  
• النظريّة الطبيعية: إنَّ أَساس هذهِ النظريّة مبني عَلى طبيعة الإِنسان الاجتماعية وحيث أنَّ الإنسان لا يستطيع العيش منعزلا ًعن غيرهِ من الأَفراد وَلا بدَّ أن يتعاونوا مِن خلال تفاعلاتهم الاجتماعية المختلفة ومن هنا رغبت الجماعات في أن يكون لها قيادة أو هيئة حاكمة و بعد ذلك دولة ذات سيادة وَ سلطة .
  
•  نظريّة القوة: تَرى هذه النظريّة أنَّ الدولة نشأت عن طريق سيطرة الأقوياء عَلى الضعفاء حيث هناك الكثير مِن المجموعات الحاكِمة اعتمدت على القوَّة وَ التسلُّط في الوصول إلى الحكم مستغلَّة خَوف وقلق الأفراد مِن الحروب وَحبهم للأمن وَ الإاستقرار وتعدُّ وسيلة في بناء الدولة وَقوتها .
  
•  النظريَة الإلهية: يعتقد أصحاب هذه النظرية أنّ الدولة تعود نشأتها وأصلها من الله تعالى وأنَّه هو الذي اختار لها حكاماً ليدبروا ويديروا شؤونها وَ ليس الإنسان عاملاً أساسياً في نشأتها.
  

عناصر الدولة:

تعتبر أَهم مكونات الدولة هي: المواطِنون- الإِقليم – الحكومة – السِّيادة – الإاستمرارية السياسية حيث أنَّ الدراسات الحديثة تضيف إِليها عنصرَي الثقافة وَ الحضارة .

المواطنون أو الشعب :

يُعتبر الشعب مِن أهم عناصر الدولة ولا يمكن تصوُّر دَولة في العالم لا يوجد فيها سُكان بِغض النظّرعن أعدادهم حيث أنَّ هناك دولاً أعداد السكان فيها كثيرة مثل: الصين و هناك دول يوجد بها عدد قليل من السُّكان مثل: قطر، حيث أنَّ الشَّعب يتّبع لِدولة معينة مثل: الشَّعب الأردنيّ أمّا الشعوب التي تَشترك بِروابط مشتركة يطلق عليها الأمَّة مثل: الأمَّة العربيّة.

الإقليم:

لا يمكن قِيام دولة بدون إقليم محدَّد وَ ثابت فالإقليم في الدولة الحديثة مُتفاوتة فمنها ما يغطِّي مساحة كَبيرة ومنها ما هو قليل المَساحة وَ يقسَّم إلى 3 أجزاء: الأرضيّ و المائيّ و الهوائيّ .

السلطة السياسيّة:

لِنشأة الدولة وقيامها لا يكفي وُجود شعب يَسكن إقليماً معيناً وإنّما يجب أن تكون هناك هيئة حاكِمة تكون مَهمتها الإِشراف على الإقليم وَمن يقيمون عليهِ (الشعب) وَتُمارس الحكومة سُلطتها وَسيادتها باسم الدولة بحيث تصبح قادرة على إلزام الأَفراد على احترام القوانين والأنظمة .

أشكال الدولة:

تَختلف دُول العالم في أشكالها منها ما هُو بسيط من حيث تَكوينها ومنها المُركَّبة التي يصعب الفَصل بين ظَواهِرها بدقَّة وتعود هذه الاختلافات في أشكال دول العالم من حيث نِظام الحكم المطبَّق فيها أنّها حكم موحَّد أم أنظمة حكم مُتعدِّدة في الدولة الواحدة لِذلك تنقسم دول العالم :

الدولة الموحدة:

الدولة التي تكون فيها الحُكومة مُوحَّدة فتظهر الدَّولة وِحدة واحدةً مِن الناحية الخارجية أو الناحية الداخليّة مِثل : الأردن وتتميَّز الدولة الموحَّدة بمجموعة من الخصائص :
– وحدة القَوانين: جميع المُواطنين في الدولة يَخضعون لنفس التعليمات والقوانين والأنظمة من الدستور بدون أيِّ تمييز.
– وحدة التحكُّم: تتكوَّن وِحدة التحكم مِن حكومَة واحِدة تمارِس السيادة الخارجية على أَساس دستور واحد.
– وحدة الإقليم : تخضع جميع المحافظات والأقاليم إلى الحكومة المركزيّة.

الدولة المركبة:

تَتكوَّن الدولة الاتحاديّة مِن اتحاد دولتين أَو أكثر وفقاً لاتفاقية أو دستور لِتحقيق أهداف مشتركة مَع خضوع الدول الداخليّة في الاتحاد لِحكومة مشتركة تتوزَّع بِموجبها مسؤوليات الحكم في الدولة الاتحادية وأَبرز أشكال الدولة الاتحادية هي:
أولاً: الإتحاد الفيدرالي: نشأَ هذا الاتحاد مِن اندماج مَجموعة مِن الدول أَو الولايات في دولة واحِدة الهدف منه تحقيق مصالح مُشتركة وذلك بِموجب دستور توافق عليهِ كُل دول الأعضاء وَيصبح النظام الأَساسي للدولة الجديدة المنبثقة عنه وتخسر الدول أو الولايات شخصيتها الدولية وَسيادتها الخارجية عندما تنحصر سلطاتها في الأمور الداخلية كالنقل و الأمور الصحيّة والتعليميّة مثال: استراليا ودول الإمارات العربية المتحدة و أميركا.
ثانياً:الإتحاد الكونفدرالي: يَقوم هذا الاتحاد بين دولتين أو أكثر ويكون مبنياً على رغبة هذهِ الدول في الاتفاق على إنشاءهيئة مُمثلة لها بِأعمال وَ وظائف معينة ضِمن اتفاقيات يوافق عليها جميع أعضاء الاتحاد يهدف إلى تأمين وتحقيق مصالح مشتركة في الاقتصاد أو الدفاع العسكري أو لِأغراض أمنية أو الثقافة مثل : مجلس التعاون الخليجي وَ الاتحاد الأوروبيّ.