تُعَدّ السياسة الخارجية من أهم مجالات البحث في العلاقات الدولية؛ لأن عن طريقها تتكوَّن العلاقات بين الدول. ولفهم هذه العلاقات يجب علينا فهم السياسة الخارجية. ولقد تطورت ظاهرة السياسة الخارجية، تطوّر واضح في بداية الستينات؛ وذلك لتنوع قضاياها وتزايد الوحدات الدولية وتنوّعها في النظام الدولي؛ ممّا اكسب دراستها أهمية بالغة.
مفهوم السياسة الخارجية:
هي مجموعة ممارسات ونشاطات الدولة الناتجة عن اتصالاتها الرسمية، مع مختلف فواعل النظام الدولي، وفقاً لبرنامج مقيد التخطيط ومحدد الأهداف، التي تهدف إلى تغيير سلوكيات الدول الأخرى، أو المحافظة على الوضع الحالي في العلاقات الدولية. وكما أن السياسة الخارجية تتأثر بالبيئتين الداخلية والخارجية.
صنع السياسة الخارجية:
تتطلَّب عملية صنع السياسة الخارجية، التعرّف على جميع المتغيرات والعوامل المؤثرة، بشكل مباشر أو غير مباشر في صنع هذه السياسة، أيضاً العمل على دراستها وفهمها، حيث أن أول ما يقابل صانع القرار، هو مدى فهمه الصحيح للموقف الذي يقع فيه، مثل: الأزمات المفاجئة.
وتمرّ عملية صنع واتخاذ وتنفيذ القرارات بعدة مراحل، حيث تبدأ بالمرحلة التحضيرية، التي تتضمّن جمع البيانات والمعلومات، ثم تحديد المعيار الأساسي وتحديد البدائل وقياس جميع المتغيرات بالمعيار الأساسي، ثم العمل على اختيار الهدف ورسم استراتيجية تحقيق الهدف، ثم تأتي مرحلة اتخاذ القرار باختيار أحد البدائل والعمل على تنفيذه؛ أي ترجمة القرار إلى الواقع العملي، عن طريق أفعال ونشاطات وبرامج عمل. وتأتي بعدها مرحلة ردود الأفعال والتقييم واستخلاص النتيجة.
خصائص السياسة الخارجية:
- الطابع الخارجي: السياسة الخارجية تكون موجهة للبيئة الخارجية، بالرغم من أنَّها تُصنع داخل أجهزة الدولة، إلا أن تنفيذها وتطبيقها يكون في إطار البيئة الخارجية أي البيئة الدولية.
- الطابع الرسمي: السياسة الخارجية تعتمد من قبل جهاز رسمي في الدولة. ولا يمكن لأي جهة غير رسمية في الدولة، أن تكون لها القرار الحاسم في توجيه السياسة الخارجية.
- الطابع الاختياري: إن برامج وأنشطة السياسة الخارجية، يتم اختيارها من مجموعة بدائل مقترحة.
- الطابع الواحدي: السياسة الخارجية تتجسد في تلك القرارت، التي تتخذها وحدة دولية تجاه وحدات دولية أخرى. ويعتبر هذا الطابع هو ما يميّز السياسة الخارجية عن العلاقات الدولية.
- الطابع الهادفي: إن أي سياسة خارجية، لا بُدّ أن تكون مرسلة لتحقيق أهداف، تم التخطيط لها من قبل صانع القرار، حيث يتم تعبئة كل الموارد المتاحة لتحقيق تلك الأهداف.