ما هو الاتحاد البرلماني الدولي؟

الاتحاد البرلماني الدولي هو منظمة دولية للبرلمانات الوطنية وهدفها الأساسي هو تعزيز الحكم الديمقراطي والمساءلة والتعاون بين أعضائها. تشمل المبادرات الأخرى تعزيز التكافؤ بين الجنسين بين الهيئات التشريعية وتمكين مشاركة الشباب في السياسة والتنمية المستدامة.

تأسيس الاتحاد البرلماني الدولي:

تأسست المنظمة سنة 1889 باسم المؤتمر البرلماني الدولي مؤسسوها هم رجال الدولة فريديريك باسي من فرنسا وويليام راندال كريمر من المملكة المتحدة الذين سعوا إلى إنشاء أول منتدى دائم للمفاوضات السياسية المتعددة الأطراف.
في البداية كانت عضوية الاتحاد البرلماني الدولي مخصصة للبرلمانيين الأفراد، ولكنها تحولت منذ ذلك الحين لتشمل المجالس التشريعية للدول ذات السيادة. اعتباراً من سنة 2020 أصبحت البرلمانات الوطنية لـ 179 دولة أعضاء في الاتحاد البرلماني الدولي في حين أن 13 مجلساً برلمانياً إقليمياً هم أعضاء منتسبون.
لقد لعب الاتحاد البرلماني الدولي دوراً رائداً في تطوير القانون والمؤسسات الدولية، بما في ذلك المحكمة الدائمة للتحكيم وعصبة الأمم والأمم المتحدة. كما ترعى وتشارك في المؤتمرات والمنتديات الدولية وتتمتع بمركز مراقب دائم في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وبالتالي فإن ثمانية أفراد مرتبطين بالمنظمة هم من الحائزين على جائزة نوبل للسلام.

تاريخ الاتحاد البرلماني الدولي:

حصل ثمانية من الشخصيات البارزة في الاتحاد البرلماني الدولي على جوائز نوبل للسلام:

• 1901: فريديريك باسي (فرنسا).
  
• 1902: تشارلز البرت جوبات (سويسرا).
  
• 1903: راندال كريمر (المملكة المتحدة).
  
• 1908: فريدريك باجير (الدنمارك).
  
• 1909: اوغست ماري فرانسوا بيرنايرت (بلجيكا).
  
• 1913: هنري لافونتين (بلجيكا).
  
• 1921: كريستيان لانج (النرويج).
  
• 1927: فرديناند بويسون (فرنسا).
  

كان الهدف الأولي للمنظمة هو التحكيم في النزاعات، حيث لعب الاتحاد البرلماني الدولي دوراً مهماً في إنشاء محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي. مع مرور الوقت تطورت مهمتها نحو تعزيز الديمقراطية والحوار بين البرلمانات. لقد عمل الاتحاد البرلماني الدولي من أجل إنشاء مؤسسات على المستوى الحكومي الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة وهي منظمة يتعاون معها وتتمتع بمركز مراقب دائم.
أعربت العديد من الهيئات عن اهتمامها بإمكانية تحويل الاتحاد البرلماني الدولي إلى جمعية برلمانية للأمم المتحدة، من بينها لجنة الأمم المتحدة الديمقراطية والبوندستاغ الألماني والاشتراكية الدولية. تعتبر الليبرالية الدولية هذا أيضاً خياراً. لقد تم نقل مقر الاتحاد عدة مرات منذ إنشائه وكانت المواقع:

• 1892 – 1911: برن (سويسرا).
  
• 1911 – 1914: بروكسل (بلجيكا).
  
• 1914 – 1920: أوسلو (النرويج).
  
• 1921 حتى الآن: جنيف (سويسرا).
  

التعديلات على النظام الأساسي:

يقدم أي اقتراح لتعديل النظام الأساسي كتابة إلى أمانة الاتحاد قبل ثلاثة أشهر على الأقل من اجتماع الجمعية، وستقوم الأمانة على الفور بإبلاغ جميع هذه الاقتراحات إلى أعضاء الاتحاد. يدرج النظر في هذه التعديلات المقترحة تلقائياً في جدول أعمال الجمعية.
يجب تقديم أي تعديلات فرعية كتابة إلى أمانة الاتحاد قبل ستة أسابيع على الأقل من اجتماع الجمعية ثم تقوم الأمانة على الفور بإبلاغ جميع هذه التعديلات الفرعية إلى أعضاء الاتحاد، بعد سماع رأي مجلس الإدارة المعبر عنه بأغلبية بسيطة تتخذ الجمعية قراراً بشأن هذه المقترحات بأغلبية ثلثي الأصوات.

الاتحاد البرلماني الدولي والأمم المتحدة:

احتفل الاتحاد البرلماني الدولي بالذكرى الخمسين لتأسيس الأمم المتحدة في سنة 1995 من خلال عقد جلسة خاصة في قاعة الجمعية العامة قبل بدء الدورة، حيث خططوا لتعاون أوثق مع الأمم المتحدة. لقد طلب قرار الجمعية العامة الذي تم تمريره خلال تلك الدورة من الأمين العام تنفيذ ذلك.
تم التوقيع على اتفاقية بين الاتحاد البرلماني الدولي والأمين العام في 24 يوليو 1996 وصدقت عليها لاحقاً بقرار من الجمعية العامة، حيث تعترف الأمم المتحدة بالاتحاد البرلماني الدولي باعتباره المنظمة العالمية للبرلمانات. عملاً بهذا القرار قدم الأمين العام تقريراً أحاطت به الجمعية العامة بتقدير وطلبت مزيداً من تعزيز التعاون وتقرير آخر.
يعرض هذا التقرير بالتفصيل الإجراءات التي تم اتخاذها بما في ذلك فتح مكتب اتصال في نيويورك والتعاون في قضايا مثل: الألغام الأرضية وتعزيز الديمقراطية التمثيلية. بعد صباح كامل من المناقشة أصدرت الجمعية العامة قراراً ينص ببساطة على أنه “يتطلع إلى استمرار التعاون الوثيق”.
في العام التالي 1999 أبلغ الأمين العام عن زيادة عدد مجالات التعاون ونوقشت القضية طوال فترة ما بعد الظهيرة، حيث توقف لمدة دقيقة صمت تكريماً لفازجين سركسيان رئيس الوزراء وزير أرمينيا الذي قتل للتو في ذلك الوقت على يد مسلحين، وأصدر قراراً يطالب الاتحاد البرلماني الدولي بالسماح لمخاطبة الجمعية العامة للألفية مباشرة.
بعد تقرير آخر ومناقشة أخرى لمدة نصف يوم رحبت الجمعية العامة بإعلان الاتحاد البرلماني الدولي المعنون “الرؤية البرلمانية للتعاون الدولي في فجر الألفية الثالثة” ودعت الأمين العام إلى استكشاف المزيد من الطرق التي يمكن من خلالها تعزيز العلاقة.