ما هو الانحياز السياسي؟

يظهر التحيز في سياق سياسي عندما ينخرط الأفراد، في عدم القدرة أو عدم الرغبة في فهم وجهة نظر معارضة سياسياً. قد يكون لهذا التحيز لدى الأفراد جذور في سمات كل فرد وأنماط تفكيره، وليس من الواضح ما إذا كان الأفراد في مواقع معينة على طول الطيف السياسي أكثر تحيزاً من أي فرد آخر.

مفهوم الانحياز السياسي:

التحيز السياسي: هو التحيز أو التحيز المتصور الذي ينطوي على ميل المعلومات وتبديلها، لجعل الموقف السياسي أو المرشحين السياسيين يبدون أكثر جاذبية. مع ارتباط واضح بالتحيز الإعلامي، فإنه يشير عادة إلى كيفية تغطية المراسل أو المؤسسة الإخبارية أو البرنامج التلفزيوني للمرشحين السياسيين وقضايا السياسة.
يوجد التحيز السياسي إلى ما هو أبعد من الفهم البسيط للآراء، والتي تفضل زعيم سياسي أو حزب سياسي معين، بل يتعدى ذلك إلى القراءات والتفاعلات بين الأفراد التي تتم على أساس يومي. إن انتشار التحيز السياسي له تأثير دائم مع آثار مثبتة على سلوك الناخب والنتائج السياسية المترتبة عليه.
مع فهم التحيز السياسي، يأتي الاعتراف بانتهاكه للحياد السياسي المتوقع، حيث أن الافتقار إلى الحياد السياسي هو نتيجة التحيز السياسي وزيادة آلية التحكم للحد من التحيز السياسي.

أنواع التحيز في السياق السياسي:

انحياز الخلاصة: يشير إلى التقارير المنظورة، التي تغطي وجهات النظر التي يتم شرحها بسرعة، ولا يضفي الإعلان سوى القليل من الوقت على وجهات النظر غير التقليدية التي يصعب شرحها. يهدف انحياز الخلاصة إلى زيادة التواصل، وذلك من خلال التركيز الانتقائي على المعلومات المهمة والقضاء على التكرار.
وفي السياق السياسي يمكن أن يعني هذا حذف التفاصيل التي تبدو غير ضرورية، لكن تلك التي يمكن أن تشكل في الواقع تحيزاً في حد ذاتها، اعتماداً على المعلومات التي يتم تحديدها بأنها غير ضرورية. غالباً ما يتم اختزال الآراء السياسية في نظام معتقد أو فهم حزبي بسيط، مع استبعاد المعلومات الصعبة الأخرى في عرضها.
تحيز التغطية: عندما يتم تناول الموضوعات والقضايا، من قبل الأحزاب السياسية بدرجات مختلفة، هذا يجعل بعض القضايا تبدو أكثر انتشاراً وتقديم الأفكار باعتبارها أكثر أهمية وضرورية. في جو سياسي يكون هذا مناسباً في عرض السياسات والقضايا، التي تم تصميمها لمعالجتها جنباً إلى جنب مع وقت التغطية الفعلية من وسائل الإعلام والسياسيين.
التحيز التأكيدي: تحيز معرفي يفضل ويسعى للحصول على معلومات، تؤكد الآراء الموجودة مسبقاً. عند وضعها في أجواء سياسية سيسعى الأفراد ذو المعتقدات السياسية المتشابهة، إلى البحث عن آرائهم وتأكيدها مع استبعاد المعلومات المتناقضة. لقد حاول التحيز التأكيدي تحليل تلوي حديث، لمقارنة مستويات التحيز التأكيدي بين الليبراليين والمحافظين في الولايات المتحدة ووجد أن كلا المجموعتين تقريباً متحيز بالتساوي.
التحيز الخاطئ في الإجماع: يوجد عندما يعتقد أن تطبيع آراء الفرد ومعتقداته وقيمه أمر شائع. يوجد هذا التحيز في بيئة جماعية، حيث ينسب رأي المجموعة الجماعي إلى عدد أكبر من السكان مع القليل من التحديات بين المجموعات الآن. هذا هو أساس تشكيل الحزب السياسي، حيث ينخرط في المحاولة المستمرة لتطبيع هذه الآراء في أوساط السكان الأوسع مع قليل من الاعتراف بالمعتقدات المختلفة خارج الحزب.
المحتوى التأملي: عندما تركز القصص على ما يمكن أن يحدث مع صياغة تأملية مثل: ربما وماذا لو ويمكن، بدلاً من التركيز على الدليل الواقعي لما حدث أو سيحدث بالتأكيد، هذا المزيد من التحيز التخميني عندما لا يتم تصنيف القطعة على وجه التحديد كمقال رأي وتحليل.
كما يحدث هذا في سياق سياسي وخاصة عند إدخال السياسات، أو معالجة السياسات المعارضة، حيث يسمح هذا التحيز للأطراف بجعل سياساتهم، أكثر جاذبية ويبدو أنها تعالج القضايا بشكل مباشر أكثر، من خلال التكهن بالنتائج الإيجابية والسلبية.
تحيز البوابة: يوجد هذا النوع من التحيز من خلال: استخدام الاختيار الإيديولوجي أو إلغاء الاختيار أو حذف القصص بناءً على الآراء الفردية، وبشكل مشابه يتعلق بتحيز جدول الأعمال، وهو موجود في المقام الأول عندما يكون التركيز على السياسيين، وكيف يختارون تغطية وتقديم مناقشات وقضايا السياسة المفضلة.
التحيز الحزبي: يوجد في وسائل الإعلام عندما يخدم المراسلون ويخلقون ميولاً لحزب سياسي معين.

الحياد السياسي:

الحياد السياسي هو رد الفعل المضاد للتحيز السياسي، حيث يسعى إلى ضمان قدرة الموظفين العموميين على القيام بأي واجبات رسمية بطريقة محايدة وفيما يتعلق بمعتقداتهم السياسية. في مجالات مثل: التغطية الإعلامية والقرارات القانونية والبيروقراطية والتعاليم الأكاديمية فإن الحاجة إلى اتخاذ إجراءات تصحيحية ضد الإجراءات المتحيزة سياسياً هي أساس إنفاذ الحياد السياسي.
كما تشير الأبحاث إلى أن الحياد السياسي مفضل على التحيز السياسي، حيث يفضل الجمهوريون والمستقلون والديمقراطيون، الحصول على مصادر أخبارهم من وسائل الإعلام المحايدة سياسياً.
يتم تحدي استجابات الأفراد للتحيز والدوافع السياسية، عندما يزيد الانخراط في التحيز ويساعد حزبهم السياسي أو إيديولوجيتهم. إن إدانة الحياد السياسي في حد ذاته يثير ردود أفعال أكثر خطورة، أيضاً يسيطر بشكل مباشر على القبول المعياري للتحيز السياسي.
كما توجد قيود على الحياد السياسي فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية، وتولد اتهامات لأي أفعال أو رسائل ينظر إليها على أنها متحيزة سياسياً. تظل التحيزات جزء لا يتجزأ من المنافسة السياقية بين المجموعات، مما يعني أن الاعتبارات السياسية القائمة على الفعل أو الرسالة، يمكن أن تتحدى إيديولوجيات معينة أو تزيد من تعزيز الإيديولوجية وتعزيزها.

التحيز السياسي والتأطير:

التحيز السياسي موجود بشكل أساسي في مفهوم التأطير. التأطير هو البناء الاجتماعي للحركات السياسية أو الاجتماعية في تمثيل إيجابي أو سلبي. التحيز السياسي في هذا السياق هو قيام القادة السياسيين والأحزاب بتقديم المعلومات لتسليط الضوء على مشكلة، وتقديم الحلول التي تفضل مواقفهم السياسية.
هذا يجعل موقفهم الشخصي يبدو أكثر تفضيلاً وسياساتهم هي المسار المتوقع للعمل. ينظر تأثير الإطار إلى المواقف، التي يتم فيها تقديم خيارات للأشخاص فقط ضمن إطارين، أحدهما مقدم بشكل سلبي والآخر بشكل إيجابي.
إن تأثير التأطير مهم بشكل متزايد في استطلاعات الرأي المصممة، وذلك من أجل تشجيع منظمات معينة تم تكليفها بالاستطلاع. لذلك إذا تم توفير معلومات موثوقة وذات مصداقية وكافية، يمكن تقليل هذا التحيز بشكل كبير. ينظر الإطار أيضاً إلى تأثير الميل في الحملات السياسية وتأثيره المحتمل على توزيع السلطة السياسية، حيث يوجد تحيز سياسي من خلال فهم التأطير كعملية شاملة، تستخدم في التحليل لتمييز الروابط بين جوانب الواقع ونقل تفسير للآراء قد لا يكون دقيقاً تماماً.