لقد كان حزب التجمع الدستوري الديمقراطي المعروف في السابق باسم نيو دستور، ثم الحزب الدستوري الاشتراكي هو الحزب الحاكم في تونس منذ الاستقلال سنة 1956 حتى الإطاحة به وحلّه في الثورة التونسية سنة 2011.
تاريخ التجمع الدستوري الديمقراطي:
في سنة 1920 شكل القوميون التونسيون حزب الدستور (الدستوري) المعارض للحكم الفرنسي، لذلك مع تطور الحزب حدث انقسام داخل الحزب مما أدى إلى تأسيس حزب الدستور الجديد سنة 1934 على يد حبيب بورقيبة والعديد من الأعضاء الأصغر سناً من الدستور القديم، تحت قيادته فقد نجح حزب الدستور الجديد في الحصول على الاستقلال عن فرنسا في سنة 1956.
نظراً لأنه كان الحزب الوحيد المنظم جيداً في البلاد لجميع المقاصد والأغراض، فقد اكتسح انتخابات الجمعية التأسيسية التي أجريت في وقت لاحق من ذلك العام، وبعد ذلك بعام لقد أعلنت تونس جمهورية وكان بورقيبة أول رئيس لها.
بالإضافة إلى ذلك في سنة 1963 أعلن رسمياً أن حزب الدستور الجديد هو الحزب الوحيد المسموح به قانوناً في تونس، على الرغم من أنه لجميع النوايا والأغراض حيث كان الحزب والدولة واحداً منذ الاستقلال، ففي سنة 1964 أصبح حزب الدستور الجديد هو الحزب الدستوري الاشتراكي (PSD).
تم تقنين أحزاب المعارضة مرة أخرى في سنة 1981 ومنذ ذلك الحين واجهت مديرية الأمن العام معارضة من حزب التحرير وحركة التيار الإسلامي والحزب الشيوعي التونسي وحركة الوحدة الشعبية والجماعات الطلابية، على الرغم من ضعف نفوذه قليلاً إلا أن التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية لا يزال يحكم تونس بشكل فعال كدولة الحزب الواحد، حيث استمرت في اكتساح جميع انتخابات الهيئة التشريعية حتى سنة 1994.
في 7 نوفمبر سنة 1987 لقد أصبح زين العابدين بن علي الذي تم تعيينه رئيساً للوزراء قبل شهر واحد فقط رئيساً بعد إعلان أن بورقيبة غير لائق طبياً لتولي المنصب، حيث في العام التالي شرع الرئيس بن علي في إصلاحات اقتصادية أدت إلى زيادة الخصخصة الاقتصادية وأعاد تسمية الحزب إلى التجمع الدستوري الديمقراطي.
لذلك سرعان ما تبددت الآمال المبكرة للتحرير واعتبر التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية يخالف الاتجاه نحو المزيد من الديمقراطية في إفريقيا، حيث لم يواجه بن علي خصماً لإعادة انتخابه حتى سنة 1999، ولكن حتى ذلك الحين أعيد انتخابه بهوامش عالية بشكل غير معقول، في حين تمكنت أحزاب المعارضة أخيراً من دخول المجلس التشريعي لأول مرة في سنة 1994 لم تفز أبداً بأكثر من 24 في المائة من المقاعد، ولم تكن هناك معارضة تذكر للقرارات الرئاسية، لذلك لجميع المقاصد والأغراض واصل التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية السيطرة السياسية الكاملة على البلاد.
في الانتخابات العامة لسنة 2009 الأخيرة التي أجريت قبل الثورة فاز التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية بـ161 مقعداً من 214 مقعداً مع تخصيص 53 مقعداً لأحزاب الأقلية، حيث تم انتخاب بن علي لولاية خامسة كاملة بنسبة 89.6٪ من الأصوات، حيث إن هذه الانتخابات مثلها مثل جميع الانتخابات الأخرى في البلاد منذ الاستقلال، حيث كان ينظر إليها على نطاق واسع على أنها مزورة، فقد ثبت أن الغضب على الانتخابات كان سبباً رئيسياً للثورة التي أجبرت بن علي على الاستقالة والفرار إلى المنفى.
رداً على محاولة التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية قمع الاحتجاجات، لقد قامت الاشتراكية الدولية بطرد التجمع في 17 يناير سنة 2011 – بعد ثلاثة أيام من فرار بن علي من البلاد، لذلك من أجل استرضاء المتظاهرين والمشاركين المعينين في التحالف استقال الرئيس الحالي ورئيس الوزراء من عضويتهم في التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية في 18 يناير.
بالإضافة إلى أنه قد استقال جميع الوزراء المتبقين المتحالفين مع التجمع من عضوياتهم في الحزب في 20 يناير؛ وذلك تأثيراً بالذي ترك التجمع الكونغولي من أجل الديمقراطية بأغلبية برلمانية فقط. وفي 27 يناير أجرى رئيس الوزراء محمد الغنوشي تعديلاً وزارياً كبيراً، حيث أزال جميع أعضاء التجمع الدستوري الديمقراطي السابقين غيره من الحكومة، لذلك علقت وزارة الداخلية عمليات الحزب في 6 شباط بعد أقل من شهر بقليل من فرار بن علي إلى المنفى، ففي 9 مارس تم حل الحزب من قبل المحاكم التونسية.
حل التجمع الدستوري الديمقراطي:
أعلنت المحكمة الابتدائية بتونس الأربعاء 9-3-2011 حل التجمع الدستوري الديمقراطي حزب الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، حيث ذكرت المحكمة في حكمها أن “محكمة تونس الابتدائية قررت حل التجمع الدستوري الديمقراطي وتصفية ممتلكاته وأمواله” من خلال وزارة المالية.