ما هو اللوبي اليهودي؟

اقرأ في هذا المقال


يستعمل مصطلح اللوبي اليهودي للتعبير عن الضغط المنظم المنسوب إلى اليهود في قرارات السياسة الداخلية والخارجية كمشاركين سياسيين في حكومة تمثيلية. ولذلك تتم في الغالب في الشتات اليهودي في عدد من البلدان الغربية، حيث عند استخدامه للادعاء بنفوذ يهودي إيجابي بشكل غير متناسب يمكن اعتباره تحقيراً أو يشكل معاداة للسامية.

لمحة عن مصطلح اللوبي اليهودي:

في قاموس السياسة سنة 1992 يصف والتر جون رايموند مصطلح “اللوبي اليهودي” بأنه تجمّع من حوالي أربعة وثلاثين منظمة سياسية يهودية في الولايات المتحدة، التي تبذل جهوداً مشتركة ومنفصلة للضغط من أجل مصالحها في الولايات المتحدة وكذلك لمصالح دولة إسرائيل”، حيث يشير أيضاً إلى أن المنظمات الأكثر مشاركة في أنشطة الضغط على المستويات الفيدرالية ومستوى الولايات والمستوى المحلي للمؤسسات السياسية والحكومية هي: لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك) واللجنة اليهودية الأمريكية.

ويعتبر المصطلح في الولايات المتحدة موصوف ذاتياً، أيضاً هو واحد فقط من العديد من الجماعات المؤثرة التي لها مكانة رسمية مع المؤسسات والسلطات.

ففي أستراليا من المهم أن يتم إدراك أن جماعات الضغط هي أجزاء طبيعية من المجتمعات الديمقراطية التعددية مثل: أستراليا، حيث تشكل ممارسة الضغط وسيلة سائدة للتأثير على سياسة الحكومة باعتبارها وسائل تعزيز الحكومة التمثيلية.

على هذا النحو تماماً كما لدى الجماعات والمجموعات ذات المصالح الأخرى مجموعات ضغط، حيث أن هناك “لوبي يهودي” ومجموعة غير عملية من الأفراد والمنظمات المكرسة لدعم احتياجات ومصالح الجالية اليهودية، حيث أن هذا اللوبي اليهودي هو لاعب في حكومة تمثيلية ووجودها يؤكد المكانة العادية لليهود في السياسة الأسترالية.

ومع ذلك فإن الافتراض بأن اليهود يتمتعون بسلطة وتأثير غير متناسبين على صنع القرار هو ما يحوّل الواقع الوصفي حول السياسة إلى حجة معادية للسامية حول قوة اليهود.

وفي إشارة إلى معدل التصويت المرتفع للأفراد اليهود الأمريكيين في الانتخابات سنة 2004، فقد تم التأكيد أن اللوبي اليهودي هو في الواقع أكثر من مجرد دزينة من المنظمات ورابطة مكافحة التشهير واللجنة اليهودية الأمريكية، حيث إن التأثير اليهودي هو الكثير من الأشياء فهو المنظمات والتصويت وجمع التبرعات.

انتقاد مصطلح اللوبي اليهودي:

غالباً ما تتم الإشارة إلى اللوبي اليهودي في محاولة لوصف التأثير اليهودي لكن هذا المصطلح غامض وغير ملائم، في حين أنه من الصحيح أن الأمريكي يتم تمثيل اليهود أحياناً من قبل جماعات الضغط وهذه الجهود المباشرة للتأثير على صانعي السياسة ليست سوى جزء صغير من قدرة اللوبي على تشكيل السياسة.

وبالإضافة إلى ذلك أن اللوبي أكثر دقة لأنه يتضمن بنود رسمية وغير رسمية والذي يتضمن الرأي العام نسبة واسعة من اللوبي تتألف من غير اليهود، حيث أنه في سنة 1987 اللوبي: القوة السياسية اليهودية والسياسة الخارجية الأمريكية يعتبر المصطلح بحاجة إلى بعض الضبط الدقيق أكثر ما كان موضع الخلاف، أيضاً كان تأثير اللوبي المؤيد لإسرائيل.

وفي فترة سابقة في جلسة أسئلة وأجوبة مباشرة في صحيفة واشنطن بوست، قالوا بأنهم لا يستخدمون أبداً مصطلح “اللوبي اليهودي”؛ لأن اللوبي محدد بأجندة سياسية وليس بالدين أو العرق.

وفي أستراليا تعتبر الصورة النمطية لـ اللوبي اليهودي، هي أن المشاركة اليهودية في السياسة ومناقشة السياسة تفوق المشاركة العادية لمجموعة ما في صنع السياسة العامة، حيث إنها تصوّر التدخل اليهودي على أنه خفي وعلى أنه تخريب للعملية الديمقراطية.

أيضاً تزعم أن “اللوبي اليهودي” من خلال الرشوة والبلطجة والتلاعب يضغط على السياسيين للتصرف ضد إرادتهم وواجباتهم، حيث أنه في سنة 2003 كانت الطريقة التي تم بها تداول عبارة اللوبي اليهودي في خطابات عديدة تشير إلى وجود شيء شرير بطبيعته في الضغط عندما يفعل اليهود ذلك.

ويستخدم المصطلح في أستراليا كوصف ازدرائي للطريقة التي تؤثر بها الجالية اليهودية على الحزب الليبرالي، من خلال التحدث إلى قادته وتوعيتهم بالرغبات والآراء اليهودية.

وفي أعقاب حرب الخليج سنة 1991 بدأ استخدام المصطلح “يُسمع في الحياة السياسية” في فرنسا، حيث أنه قد استخدم هناك حصرياً من قبل اليمين المتطرف الفرنسي كعبارة تجمع بين التخيلات المعيارية المعادية للسامية حول التمويل اليهودي والتحكم في وسائل الإعلام والسلطة.

وفي سنة 2003  كان هناك الكثير من الحديث عن اللوبي اليهودي في الصحافة الإيطالية وفي أوروبا واصفاً المصطلح بأنه عبارة ازدراء لليهود واليهودية.

وفي سنة 1993 كان اللوبي اليهودي في المملكة المتحدة يستخدم كمصطلح أكثر ازدراءً لـِ “اللوبي الإسرائيلي؛ أي أن عبارة “اللوبي اليهودي” عند استخدامها دون ذكر جماعات الضغط الأخرى أو التفريق بين اليهود الذين لديهم مواقف سياسية مختلفة بشأن عدد من الأسئلة، بما في ذلك إسرائيل وفلسطين هي شكل معاصر من الخوف من مؤامرة يهودية.

الدفاع عن مصطلح اللوبي اليهودي:

في سنة 2004 كان هناك الكثير من الحديث المروع في الأعوام السابقة حول صعود اللوبي اليهودي وتأثير اللوبي اليهودي، حيث كان من المعتاد أنه لا يمكنك التحدث عن هذا النوع عندما كتبت كتاب القوة اليهودية في سنة 1996.

ويوجد الحساسية تجاه استخدام المصطلح بحجة أن: “هناك شيء مثل اللوبي اليهودي أن شبكة المنظمات التي تعمل معاً لتوضيح ما يمكن تسميته وجهة نظر المجتمع اليهودي في الشؤون العالمية ليست ضئيلة إنه ليس اختراعاً، لكنه ليس نوعاً من الأخطبوط القوي الذي يتم تصويره أحياناً على أنه هذه الأيام”.

وفي سنة 2006 وسائل الإعلام الإسرائيلية تشير إلى “اللوبي اليهودي في أمريكا”، حيث ذكر في العام التالي أن إيباك والمؤتمر من الرؤساء ووسائل الإعلام الإسرائيلية نفسها تشير إلى اللوبي اليهودي في أمريكا.

أنشطة مصطلح اللوبي اليهودي:

يعد “اللوبي اليهودي” في الولايات المتحدة لعقود لعب دوراً قيادياً في صياغة السياسة الأمريكية بشأن قضايا مثل: الحقوق المدنية وفصل الكنيسة عن الدولة والهجرة مسترشدة بليبرالية كانت مزيج معقد من التقاليد اليهودية وتجربة الاضطهاد والمصلحة الذاتية، حيث قد برز في مكانة بارزة بعد التحول الحاد لإدارة نيكسون في السياسة الأمريكية نحو دعم كبير للمساعدات العسكرية والخارجية لإسرائيل في أعقاب حرب يوم الغفران سنة 1973.

ولقد تم تطوير “لوبي يهودي كامل” في سنة 1943 حيث تم هزيمة المعتدلين الذين يمثلهم ستيفن صموئيل وايز واللجنة اليهودية الأمريكية، على يد مؤيدي أبا هيليل سيلفر أيضاً الهدف الأقصى المتمثل في”الكومنولث اليهودي” في المؤتمرات اليهودية الأمريكية ومؤتمرات بيلتمور، حيث أصبح سيلفر الزعيم الجديد للصهيونية الأمريكية بدعوته إلى “الدبلوماسية الصاخبة” ثم أطلق عملية الضغط الفردية التي تقوم بها المنظمة الصهيونية لأمريكا في واشنطن، وأعاد تسميتها إلى مجلس الطوارئ الصهيوني الأمريكي (AZEC)، وبدأ لتعبئة يهود أمريكا في حركة جماهيرية.

ولذلك إن وجود لوبي يهودي في أمريكا معني برفاهية إسرائيل هو سؤال سخيف، إنه لمن الجنون التساؤل عمّا إذا كان يجب أن يقلق ستة ملايين يهودي أمريكي بشأن الستة ملايين إسرائيلي اليهود، لا سيما في ضوء المذبحة التي راح ضحيتها 6 ملايين يهودي آخرين في الهولوكوست، وإنه أمر أساسي وأي شخص لا يهتم بأمره لا يستحق الاهتمام.

المصدر: اللوبي اليهودي في العالم، نديم عبدهاللوبي اليهودي يحكم البيت الأبيض، هشام آل قطيطاللوبي اليهودي الصهيوني وقياس العقل البشري، حسني جبالياليهود لا مواثيق ولا عهود، عبدالله أبو علم


شارك المقالة: