مصطلح التسلع: هو مصطلح يدل إلى أن السلعة وعملية تبادل السلع تصبح النموذج الرئيسي في رؤية الإنسان للكون ونفسه وعلاقاته مع الآخرين والمجتمع، فهي عملية تحويل السلع أو الخدمات أو الأفكار أو أي نوع آخر لا يعتبر نوعًا من البضائع إلى سلعة يتم شراؤها وبيعها.
لمحة عن مصطلح التسلع:
يُعدّ من أهم المصطلحات التي تستعمل للتعبير عن العديد من الظواهر التي برزتها المجتمعات العلمانية الحديثة، وتم استعمال مصطلح التسلع لأول مرة في سنة 1975، حيث أصبح استعماله شائعاً مع ظهور وانتشار تحليل الخطاب النقدي في السينما، فهي تشير إلى السلعة وعملية تبادل السلع لتصبح النموذج الأساسي في رؤية الإنسان للكون والمجتمع، وإذا كانت السلعة هي مركز السوق والمحور الذي تدور حوله، فإن التسلع يعني تحول العالم إلى حالة السوق أي انتشار منطق الأشياء، ووفقاً للعالم أرجون أبادوراي تعني السلع تحويل الخدمات والأفكار والأشخاص إلى سلع أو أشياء تجارية.
ولقد انتقد الفيلسوف الاشتراكي كارل ماركس أيضاً التأثير الاجتماعي للسلع كشكل من أشكال الرأسمالية، ونقطة انطلاق رئيسية لتحليل هذا النظام السياسي والاقتصادي، حيث من الجدير بالذكر أن هناك فرقاً بين مفهوم الماركسية وما تحدده نظريات الأعمال المتداولة الآن، وسلعة ماركس هي تحويل الخاص إلى العام أي تحويل مكون غير قابل للبيع إلى مكون مشترى ومباع، لذلك يعتبر ماركس أن “البضاعة” هي النواة الأساسية للرأسمالية، ونقطة انطلاق ضرورية لتحليل أنظمة سياسات الاقتصاد.
ولأن السلعة هي شيء فإن السلعة تعني أيضاً التجسيد؛ أي تحويل العلاقات الإنسانية إلى شيء مثل العلاقات بين الأشياء (العلاقات الميكانيكية غير الشخصية)، أيضاً معاملة الناس كأهداف للتبادل (أي إضفاء الطابع الإنساني على الناس كأشياء) عندما يشاء الشخص سينظر إلى مجتمعه وتاريخه (نتاج جهده وعمله وإبداعه) كقوى غريبة تشبه قوى الطبيعة (المادية) تفرض على الإنسان فرضاً من الخارج، حيث تصبح العلاقات الإنسانية أشياء تتجاوز التحكم الإنساني، فيصبح الإنسان مفعولاً به لا فاعلاً، ويحدث ما يحدث له دون أية فاعلية من جانبه، فهو لا يملك من أمره شيئاً وقمة التشيؤ هي تطبيق مبادئ الترشيد الأدائي والحسابات الدقيقة علي مجالات الحياة كافة.