ما هي أحداث ماسبيرو؟

اقرأ في هذا المقال


بدأت مذبحة ماسبيرو في البداية كمظاهرات في أكتوبر 2011 من قبل مجموعة يهيمن عليها الأقباط المصريون رداً على هدم كنيسة في صعيد مصر ادعى أنها بنيت دون الترخيص المناسب. لقد تعرض المتظاهرون السلميون الذين كانوا يعتزمون الاعتصام أمام مبنى تلفزيون ماسبيرو لهجوم من قبل قوات الأمن والجيش، مما أسفر عن مقتل 24 شخص معظمهم من المتظاهرين الأقباط وإصابة 212 معظمهم من الأقباط.

برهنة أحداث ماسبيرو:

تجمع المتظاهرون السلميون في هتافات سلمية غاضبين من بيان أدلى به علانية محافظ أسوان مصطفى كامل السيد الذي نفى بعد تدمير الكنيسة في أسوان وجود الكنيسة ثم تراجع فيما بعد عن تصريحاته، حيث زعم بدلاً من ذلك أن بناء الكنيسة كان غير قانوني وكشف فيما بعد أن متطرفين من أتباع الطائفة الإسلامية السلفية أطلقوا تهديدات وطالبوا الجماعة المسيحية في أسوان بعدم وجود أي مكبرات صوت في الكنيسة، والحد من ظهور أي رموز مسيحية مثل: الصلبان على هيكل الكنيسة.

من أجل نزع فتيل التوتر نظمت محافظة أسوان لقاء بين قادة السلفيين والأقباط ورفض الأقباط مطلبهم الأخير بإزالة الصلبان والأبراج، حيث تصاعدت التهديدات في نهاية المطاف إلى تدمير الكنيسة من قبل المتطرفين والتصريحات اللاحقة لمحافظ أسوان، أيضاً كان هذا الحادث هو الذي أدى إلى الاحتجاج والذي تم عرضه بالتفصيل التالي بناءً على عدد من المصادر الموثوقة.

انطلقت المسيرة نحو ماسبيرو من حي شبرا الفقير وسط المدينة والمكتظ بالسكان من قبل المسلمين والمسيحيين، حيث يتفق المراسلون على أنها كانت مظاهرة كبيرة يمكن مقارنتها بالأرقام في احتجاج 28 يناير وهو اليوم الذي أرسل فيه مبارك سيارات الجيش لمواجهة المتظاهرين، كما غضب المتظاهرون من إصابة قس مسيحي خلال المواجهة العنيفة من قبل الجيش والشرطة في مظاهرة الأربعاء في ماسبيرو عندما كانت مجموعة أصغر تتظاهر ضد الوضع في أسوان، لذلك عندما بدأت الاحتجاجات حثت مذيعة التلفزيون المصري رشا مجدي المواطنين “الشرفاء” على الذهاب “لحماية” الجيش.

اشتباكات أحداث ماسبيرو:

تشير التقارير إلى أن الجيش بدأ في استخدام العنف حتى قبل وصول المتظاهرين إلى ماسبيرو وسمع دوي أعيرة نارية من نهاية شارع شبرا وسقطت حجارة من جسر قريب ورد المتظاهرون بهتافات ضد القائد الميداني، حيث توقفت الاعتداءات فجأة مع تقدم المتظاهرين في شارع الجلاء وأثناء عبورهم مقر الأهرام تم إلقاء حجر على المبنى، حيث تشير التقارير إلى أن هذا كان رداً على تغطية الأهرام الضعيفة للعنف ضد الأقباط في عدد حديث.

استؤنفت هجمات الجيش عندما انعطف المتظاهرون في فندق رمسيس ووصلوا إلى ماسبيرو، ورأى شهود عيان ناقلتي جند مصفحتين تسحقان المتظاهرين حتى الموت والجنود يطلقون النار بعنف على المصلين، حيث تبعه رجال شرطة مكافحة الشغب الذين ألقوا الغاز المسيل للدموع، وقد تم توثيق هذه الحوادث بالفيديو وتم بثها لاحقاً على شبكة سي إن إن، أيضاً تشير التقارير إلى ما بين 24 و 27 حالة وفاة معظمهم من المدنيين الأقباط وأكثر من 300 جريح.

أعلن التلفزيون الحكومي في غضون دقائق من العنف في البداية مقتل ثلاثة جنود وطلب من جميع الوطنيين المصريين النبلاء حماية الجيش من “حشد الأقباط العنيف” في إشارة إلى “المتسللين الأجانب” الذين يحرضون على العنف، ففي ذلك المساء واصل التلفزيون الرسمي بث رواية تم التلاعب بها من القصة التي زعمت أن المتظاهرين كانوا مسلحين وأن صراعاً اندلع بين المدنيين والعسكريين مع شرطة مكافحة الشغب، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من الجانبين وفي وقت لاحق أصدرت وزارة الصحة بياناً آخر أشارت فيه إلى عدم وقوع قتلى عسكريين وربط جميع الجثث بالمتظاهرين المدنيين المتوفين.

استجابة أحداث ماسبيرو:

وبحسب بيان رسمي للجيش المصري فإن المتظاهرين هم أول من هاجم الجيش، مما أسفر عن مقتل ثلاثة من ضباط الشرطة، حيث يزعمون أنهم ردوا بإطلاق خراطيش فارغة وأن العسكريين كانوا يسحبون من عرباتهم المدرعة ويهاجمهم مثيري الشغب، وهو ما زعموا أنه تسبب في ذعر أفراد عسكريين آخرين و “جز” بعض المتظاهرين “بطريق الخطأ” أثناء توجههم بالسيارة ورفضت منظمات حقوق الإنسان رد الجيش ووصفته بأنه متحيز.

التقطت العديد من وسائل الإعلام الدولية بما في ذلك BBC و CNN هذه النسخة من الأحداث، حيث سحب التليفزيون المصري الحكومي في وقت لاحق هذه المزاعم عندما بث تقريراً معتدلاً عن أحداث اليوم التالي، لكنه استمر في إظهار التردد في إدانة أعمال الجيش.


شارك المقالة: