ما هي أزمة جزيرة ليلى؟

هي أزمة حدثت بين المغرب وإسبانيا بشأن ملكية جزيرة طرة، وتحولت الأزمة فيما بعد إلى نزاع مسلح بين الدولتين بدأ في 11 يوليو وانتهى في 20 يوليو 2002.

لمحة عن أزمة جزيرة ليلى:

وقع الحادث في جزيرة طرة الصغيرة وغير المأهولة (المعروفة في المصادر العربية باسم جزيرة ليلى)، عندما قامت فرقة من القوات البحرية الملكية المغربية بغزو الجزيرة والاستيلاء عليها، حيث يعد الأمر الذي اعتبرته إسبانيا احتلال للمنطقة التابعة لها مما أدى إلى تدخلها العنيف وزادت تصريحات مسؤولي البلدين من تعقيد الأزمة، ثم صعدت إسبانيا وتيرتها بعد طرد المشاة والمدربين المغاربة التابعين للبحرية المغربية من أراضيها رداً على السلوك العدواني للمغرب في جزيرتها.

خلفية أزمة جزيرة ليلى:

جزيرة طرة البارزة بمسمى جزيرة برجيل هي جزيرة صخرية صغيرة خاضعة للسيادة الإسبانية لا يتجاوز حجمها مساحة 15 ملعب كرة قدم، حيث تقع على بعد 250 متراً من المغرب و 8 كم من مدينة سبتة الإسبانية والتي تقع أيضاً على الحدود مع المغرب وتبعد حوالي 13.5 كيلومتراً عن البر الرئيسي لإسبانيا.
إن الجزيرة غير مأهولة بالسكان ولا تستخدم لأي شيء ومن النادر أن يتواجد بها البشر باستثناء بعض الرعاة المغاربة، الذين يظهرون من حين لآخر والذين لا يستقرون عادة بل مجرد مارة من تلك المنطقة.

الاستيلاء المغربي وأزمة جزيرة ليلى:

تصاعد التوتر بين إسبانيا والمغرب في سنة 2002 عندما قام 12 جندي مغربي بالهبوط في الجزيرة، وكانوا مستعدين بأسلحة بسيطة وأجهزة راديو وعدة خيام ثم رفع الجنود علم المغرب وجهزوا معسكرهم التدريبي هناك، حيث ذلك الأمر استفز مملكة إسبانيا بعد أن قام الحرس المدني الإسباني المسؤول عن خفر السواحل في إسبانيا بإمساك الجنود المغاربة، وإنهم يعيشون في الجزيرة بحرية والعلم المغربي يرفرف هناك، وهو الذي جعلهم يفكرون في إمكانية سيطرة القوات المغربية عليها بالفعل دون علم جارتها الشمالية.
لقد قام الضباط الإسبان بالنزول والاستيلاء على الجزيرة من أجل التحقيق في الأمر لكنهم فوجئوا برد فعل الجنود المغاربة الذين هاجموهم باستخدام معداتهم الخفيفة، حيث أجبروا بقية القوات الإسبانية على الرجوع إلى قواربهم وثم يعودون إلى الساحل الذي أتوا منه.
زعم المغرب أنه سيطر على الجزيرة من أجل السيطرة على الهجرة غير الشرعية ومحاربة تجار المخدرات والمهربين الذين يستخدمون الجزيرة كمنصة لوجستية، لكن إسبانيا احتجت على ما حدث وطالبت القوات المغربية بالانسحاب والعودة إلى ما كان عليه الوضع من قبل، حيث لم تمنع الطلبات الإسبانية الجنود المغاربة من مواصلة ما كانوا يفعلونه، إذ انضم فريق بحري مغربي مكون من ستة أفراد إلى الجزيرة وأقام قاعدة مستقرة في الجزيرة.
هذا ما تسبب في مزيد من الاحتجاجات من قبل إسبانيا وفي نفس الوقت كان المغرب يواصل سيطرته الفعلية على المنطقة، بعد أن نشر فيه دورية وسفينة حربية ثم انتظر صافرة الانطلاق حتى بدأ تنفيذ مناورته بالقرب من جزر إيشوارن، لكن هذه المرة ردت إسبانيا بعنف، حيث تم نشر فرقاطة وثلاث طرادات في المحيط وأرسلت غواصة إلى سبتة ومليلية ثم أرسلت ثلاثة زوارق دورية وحربية واستقرت بالقرب من جزيرة ليلى وتمركزت مباشرة مقابل المعسكر المغربي.
لقد حذر رئيس الوزراء الإسباني خوسيه ماريا أثنار المغرب من أفعاله وطالبه بالعودة إلى ما كان عليه في السابق، مؤكداً أن إسبانيا لن تقبل بسياسة فرض الأمر الواقع.

عملية روميو سييرا:

في صباح يوم 18 يوليو 2002 شنت إسبانيا عملية روميو سييرا لإخراج الجنود المغاربة من المنطقة ونفذت العملية من قبل وحدة القوات الخاصة الإسبانية بالاعتماد على أربع طائرات (Eurocopter AS532) وعدة طائرات هليكوبتر أقلعت من قادس وهبطت مباشرة على الجزيرة، حيث تم تنسيق العملية بأكملها من قبل البحرية الإسبانية التي تمركزت بعض ضباطها في سفينة إنزال كاستيا في محطة في مضيق جبل طارق، بالإضافة إلى ذلك نشرت القوات الجوية الإسبانية مقاتلات (F / A-18 Hornet و Dassault Mirage F1) مع مقاتلات بهدف توفير غطاء جوي للمقاتلين والمشاة، ولم تكن راضية عن ذلك بل عززت صفوفها أيضاً من خلال نشر دوريات وسفن حربية من فئة إيزارو.
في المقابل نشر المغرب سفنه الحربية على حدود الجزيرة ومنع القوات الإسبانية من دخولها لكن هذا الحظر لم يظل طويلاً وسرعان ما تلاشى بعد تحليق القوات الجوية الإسبانية، حيث يعد الأمر الذي أجبر القوات المسلحة المغربية والقوات المساعدة ووزارة الداخلية على عدم إظهار أي مقاومة وخلال دقائق استولت القوات الإسبانية على ستة واستعاد الجنود المغاربة السيطرة على الجزيرة بشكل كامل.