النظرية الدولية الثالثة: هي أسلوب الحكم الذي قام باقتراحه الرئيس معمر القذافي في بداية السبعينيات، والذي تركزت إليه حكومته العربية الليبية الاشتراكية العظمى بشكل رسمي، حيث كانت مأخوذة من الاشتراكية الإسلامية والقومية العربية ومن مبادئ الديمقراطية المباشرة.
لمحة عن النظرية الدولية الثالثة:
لها أوجه تشابه مع نظام الإدارة الذاتية للبلديات اليوغوسلافية والطريقة اليوغوسلافية الثالثة، خلال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات كما طوّرها السياسي إدوارد كارديلي، وأنها مستوحاة بشدة من فكر رئيس جمهورية الصين الشعبية ماو تسي تونج ونظرية العوالم الثلاثة، حيث اقترحه القذافي كبديل للرأسمالية والماركسية اللينينية لدول العالم الثالث بناء على الاعتقاد المعلن بأن كلا الإيديولوجيتين قد ثبت بطلانهما.
ولقد تم تأليف المجلس الأعلى للإرشاد الوطني لنشر هذه النظرية وتطبيقها ووجد تحققاً جزئياً في ليبيا، حيث أدى سقوط القذافي ووفاته في سنة 2011 إلى فك نظامه واستبداله بالمجلس الوطني الانتقالي، ثم تم تحديد الأحكام الرئيسية للنظرية الدولية الثالثة في سنة 1976 إلى إنه نظام وجهات نظر ينتقد الديمقراطية على النمط الأوروبي والماركسية السوفييتية بالتفصيل.
وفي الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي انتشرت نظريات مختلفة عن الماركات الوطنية للاشتراكية والمساواة الإسلامية في بلدان الشرق العربي، حيث انطلقت هذه المجموعة من مبادئ القومية والدين والمساواة، وألهمت أفكارها عدداً من الثورات والانتفاضات الشعبية والانقلابات في العالم العربي.
تنفيذ النظرية الدولية الثالثة:
لقد تم تنفيذ النظرية بشكل جزئي في ليبيا وفي سنة 1977 تم الإشهار عن سبها وتحولت الجمهورية إلى الجماهيرية، حيث تم إلغاء تلك الأشكال من الملكية الخاصة التي تم اعتبارها استغلالية في حين تم الحفاظ على الشركات العائلية الخاصة في قطاع الخدمات، ثم مع بروز العولمة وثورة المعلومات قام القذافي بتعديل نظريته بشكل طفيف من خلال تقديم أطروحة حول عصر المساحات الكبيرة التي أصبحت فيها الدولة القومية غير قابلة للقهر.
وتحت حكم القذافي كانت ليبيا يحكمها نظام عسكري يعترف بفكرة القومية العربية والاشتراكية والإسلام، حيث كان أعلى سلطة للدولة مؤتمر الشعب العام ففي الممارسة العملية كان له وظائف البرلمان وتم انتخاب أعضائها على المستويين المحلي والإقليمي، على الرغم من أن القذافي عيَّن جزءاً منهم شخصياً.