من هو البطروجي؟
هو نور الدين البطروجي الإشبيلي، يُكنّى بأبو إسحق، كان عالماً رياضياً وفلكياً وفيلسوفاً عربياً مُسلماً، إضافةً لكونه كان قاضياً في مدينة الأندلس، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كانت لها دوراً كبيراً وواضحاً في تطوّر وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب دورها الواضح في تقدّمه واشتهاره، توفي في حوالي عام” 600″ للهجرة والموافق “1204” للميلاد.
كان أبو إسحق من مواليد مدينة المغرب التي نشأ وترعرع فيها، كما أنّ دراساته الأولية كانت في مسقط رأسه، إضافةً إلى أنّه كان من أبناء العصر الذهبي للإسلام، ولم يتم ذكر الكثير عن حياته، إلّا أنّه كان ينتمي إلى أسرةٍ علمية وتاريخية؛ الأمر الذي جعل أبو إسحاق يتجه إلى طلب العلم منذ سنٍ مبكر.
إلى جانب ذلك فقد كان لأبو إسحق العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع، حيث عُرف أبو إسحق عند الغرب بالاسم اللاتيني” Alpetragius”.
يُعدّ أبو إسحق واحداً من أهم وأشهر العلماء الذين برعوا في علوم الفلك، حيث كانت أولى اهتمامته هي الحصول على كماً هائلاً من العلوم والمعرفة التي تختص في ذلك المجال، كما أنّه اختص بشكلٍ واضح في علوم الرصد والتنجيم، هذا وقد تمكّن أبو إسحق من تقديم العديد من الابتكارات والنجاحات في علوم الرياضيات والهندسة والحساب، إلى جانب ميولاته المُختلفة في شتى العلوم والمعارف.
كان أبو إسحق من العلماء المعروفين والمشهورين في مدينة الإشبيلية في الأندلس التي كان قد انتقل إليها في فترة شبابه، حيث بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، كما أنّه ساهم بشكلٍ كبير في تقدّم وازدهار دولته؛ الأمر الذي جعله دائم البحث والاستكشاف.
هذا وقد عُرف عن أبو إسحق أنّه كان كثير السفر والتنقل، فقد جاب مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه؛ وذلك لإيمانه بأنّه يجب على صاحب العلم أن يتصف بالصدق والأمانة في كل ما يُقدّمه.
تولّى أبو إسحق البطروجي العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وشيوخ وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب، حيث عمل مُترجماً للعديد من الكتب إلى مجموعة من اللغات لفترة زمنية طويلة، إلى جانب ذلك فقد كان أبو إسحق تلميذاً لابن طُفيل الذي أخذ عنه الكثير من علومه.
كان أبو إسحق يُقيم العديد من المُحاضرات والندوات التي كان يعقدها في شتى البلاد والدول، والتي كان يتحدّث فيها عن أهم العلوم والمعارف التي اختص بها، فقد كان يحضر تلك المُحاضرات العديد من كبار الشيوخ والعلماء والأساتذة؛ الأمر الذي جعل العديد منهم يتلمذون على يده.
حظي أبو إسحق بمكانةٍ وقيمة عظيمة في نفوس كل من عاصره من علماء، إلى جانب أنّه حصل على العديد من التكريمات والهدايا؛ تقديراً له على جهوده التي بذلها، حيث تم تقديره من قِبل العديد من العلماء والفلكيين من خلال قيامهم بتسمية فوهة البترجيوس البركانية الموجودة على سطح القمر باسمه.
إسهامات أبو إسحق البطروجي:
تمكّن أبو إسحق من تقديم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في تقدّمه وازدهاره، إلى جانب أنّها حققت تطوّراً كبيراً في علوم الفلك بالتحديد، ومن أهم تلك الإنجازات:
- يُعدّ أبو إسحق أول عالم فلكي تمكّن من تقديم نظاماً فلكياً يختلف اختلافاً كاملاً عن نظام بطليموس الذي تحدّث عن الكواكب التي تقوم كرات الأرض المركزة بحملها ونقلها من مكان لآخر.
- قدّم أبو إسحق شرحاً تفصيلياً وواضحاً بيّن فيه أهم الأسباب التي تؤدي إلى إحداث العديد من الحركات السماوية، حيث وصل إسهامه هذا إلى مُعظم مناطق وأرجاء العالم الأوروبي.
أشهر مؤلفات أبو إسحق البطروجي:
تمكّن أبو إسحق من تقديم العديد من الكتب والمؤلفات التي لا يزال جزءاً كبيراً منها موجود حتى يومنا هذا، إلى جانب أنّها تُعتبر بمثابة موسوعة علمية قدّمت العديد من التسهيلات للفلكيين والراصدين، ومن أهم تلك الكتب:
- كتاب” الهيئة “: يُعدّ هذا الكتاب واحداً من أهم الكتب التي قدّمها أبو إسحق، حيث حظي باهتمام العديد ممّن حوله من علماء ومُترجمين، فقد تمت ترجمته من اللغة العربية إلى اللغة العبرية، ومن ثم تُرجم إلى اللغة اللاتينية.