ما لا تعرفه عن أبو المطرف:
هو أبو المطوف عبد الرحمن بن محمد بن عبد الكبير بن مهند اللخمي، كان طبيباً وعالماً وأديباً وفيلسوفاً وصيدلانياً عربياً مسيحياً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي كان لها دور واضح في تقدّم وازدهار الدولة العربية الإسلامية، إلى جانب أنّه كان عالماً بكل ما يتعلّق بأمور الفلاحة والأرض والزراعة؛ الأمر الذي جعله يُحقق شهرةً ونجاحاتٍ كبيرة في تلك الأمور.
إلى جانب ذلك فقد كان لأبو المطوف العديد من الدراسات والأبحاث والاكتشافات التي بدورها ساهمت في تقدّمه وزيادة مكانته وقيمته في العالم العربي والغربي، حيث يُقال أنّ شهرته وصلت إلى العديد من الدول الأوروبية خاصةً أنّ أبحاثه واكتشافاته كانت مُستمرة دون انقطاع، كما أنّه كان يُقيم جولاتٍ عديدة حول الأراضي الزراعية المُحيطة به؛ وذلك رغبةً منه في الاكتشاف والاطلاع والإشراف على الأراضي والنباتات.
كان أبو المطوف من مواليد مدينة الأندلس، التي مكث فيها مُعظم حياته وتعلّم فيها، كما أنّه تعلّم علومه وأكمل دراساته في قرطبة التي سعى جاهداً على تقدّم أهلها وعلومها وإنجازاتها، إضافةً إلى ذلك فلم يتم تحديد تاريخ ميلاده بشكلٍ دقيق ولكن يُقال أنّه كان من مواليد عام”389″ للهجرة، كما أنّه كانت له العديد من الاهتمامات والميولات فإلى جانب اهتمامه بالطب، فقد كان يتعلّم بشكلٍ دائم علوم الأدب والمنطق واللغة والكلام، إضافةً إلى اهتمامه بعلم الأرض والزراعة والفلاحة.
كان أبو المطوف واحداً من الأطباء والعلماء المعروفين والمشهورين في مدينة الأندلس بشكلٍ خاص، بذل جهوداً وتضحيات كبيرة في سبيل إيصال علمه ومعرفته، كما أنّه اشتهر بعمله الدائم في مجال الفلاحة والزراعة، هذا وقد عُرف عنه أنّه زار مُعظم مناطق ودول العالم؛ وذلك بحثاً للعلم، ورغبةً منه في تقدّم نفسه وزيادة أفكاره ومعلوماته، إلى جانب أنّه كان يعتمد على مبدأ التجربة والتطبيق قبل أن يُقدّم أي اكتشاف أو إسهام توصّل إليه؛ خاصةً تجاربه التي تتعلّق بتقديم الطب والدواء وحتى الزراعة والفلاحة.
كان لأبو المطوف العديد من الإسهامات والاختراعات في شتى العلوم والمعارف، كما أنّ أولى اهتماماته كانت في مجال الطب وعلومه، حيث استطاع أن يُقدّم العديد من الاكتشافات والصناعات التي لا يزال جزءاً كبيراً منها موجوداً حتى يومنا هذا، إلى جانب أنّها كانت في أغلب الأحيان المرجع الرئيسي للعديد من للعلماء والأطباء الذين بزغوا في زمانه وحتى بعد وفاته.
تولّى أبو المطوف العديد من المهام والمناصب التي كان لها دوراً كبيراً وواضحاً في ازدهاره وزيادة مكانته في نفوس من عاصره من علماء وأدباء وأطباء وحتى من تبعوه، كما أنّه حاول جاهداً تحقيق كل ما وُكّل إليه من مهام ومناصب؛ الأمر الي جعل العديد من الحكّام والسلاطين يرغبون في وجوده بشكلٍ دائم، ومن أهم الأمور التي وكّلت إليه هي اهتمامه بفلاحة عدد من أراضي مدينة الأندلس، كما أنّه عُيّن طبيباً لعدد من الحكّام الذين عاصروه.
ساهم أبو المطوف بشكلٍ كبير في تقدّم علم الطب والدواء والأدوية؛ وذلك نظراً لكونها من أهم من درّس تلك العلوم إلى جانب بحثه وتجاربه الدائمة للوصول إلى كل ما يطمح إليه، هذا وقد كان له دور واضح في دراسة النباتات والأعشاب وكيفيّة صناعة الأدوية منها.
التقى أبو المطوف بعدد كبير من علماء وأطباء زمانه، كما أنّه كان على علاقةٍ دائمة ومُستمرة مع الفلاحين والمزارعين؛ الأمر الذي جعله يحظى بكماً علمياً زراعياً كبيراً، إلى جانب معلوماته حول الأرض والفلاحة والزراعة التي كان قد ورثها عن والده وأجداده.
عُرف عن أبو المطوف أنّه كان من أنشط العلماء وأكثرهم عملاً وجهداً، كما أنّه اشتهر بذكائه وفطنته وروعه؛ الأمر الذي جعل العديد ممّن حوله يرجعون إليه في أغلب أمورهم، خاصةً الفلاحين؛ وذلك نظراً لكونه كان يُقيم العديد من الندوات والمحاضرات التي يحضرها كبار وشيوخ وعلماء وأدباء منطقته، إلى جانب دوره الكبير في زيادة فكر وعلم كل من يُحيط به من فلاحين ومزارعين خاصةً أنّه كان على درايةٍ كاملة بتلك العلوم.
أشهر مؤلفاتابن المطوف:
تمكّن ابن المطوف كغيره من العلماء من تقديم عدداً من المؤلفات والكتب إلى جانب إسهاماته المُتميزة، ولكن وعلى الرغم من شهرة تلك الكتب والمؤلفات إلا أنّه لم يتم العثور عليها بعد وفاته، خاصةً أنّه في أواخر حياته وبعد أن قرر العزلة والانفصال عن كل ما يُحيط به، كما أنّ جُلّ تركيزه كان على العمل في الفلاحة، ومن أهم تلك الكتب:
- كتاب” مجموع في الفلاحة”.
- كتاب” في الأدوية المفردة” الذي كان يُستعمل في عصره بشكلٍ كبير.