ما لا تعرفه عن التكريتي:
هو أبو النصر يحيى بن جرير التكريتي، كان عالماً وطبيباً وفيلسوفاً وفلكياً عربياً مُسلماً، قدّم العديد من الإسهامات والإنجازات التي ساهمت في تقدّمه وازدهاره، كما أنّه حقق العديد من النجاحات والابتكارات التي كان لها دوراً كبيراً في تقدّم وازدهار الدولة العربية والإسلامية.
مارس التكريتي دراساته وأبحاثه وتجاربه التي تمكّن من خلالها من الوصول إلى العديد من دول ومناطق العالم، إضافةً إلى أنّه زار مُعظم البلاد العربية والغربية؛ وذلك رغبةً منه في تطوّر علمه وثقافته وفكره، كما أنّه استطاع أن يحتل مكانةً عظيمة في نفوس العديد ممّن عاصروه وعاشو معه.
أخذ التكريتي علومه ومعارفه عن والده، كما أنّه التقى بعدد كبير من العلماء والأدباء والأطباء الذين بزغوا في زمانه وسبقوه، إلى جانب أنّه كان يُقيم العديد من الندوات والمُحاضرات التي يتناول فيها الحديث عن شتّى العلوم والمعارف؛ الأمر الذي جعله يتلمذ على يده العديد من الطلاب والعلماء.
قدّم التكريتي العديد من الكتب والمؤلفات التي لاقت صدا ترحيبي كبير في زمانه، كما أنّ جزءاً كبيراً من تلك المؤلفات ما زال موجوداً حتى يومنا هذا، ومن أشهر ما قدّمه التكريتي كتاب” المصباح المُرشد إلى الفلاح والنجاح الهادي من التيه إلى سبيل النجاة” حيث يُقال أنّه لهذا الكتاب العديد من النُسخ والطبعات الموجودة في مختلف مكاتب العالم كمكتبة أكسفورد ومكتبة الكلدان، إلى جانب أنّ هناك نسخة من هذا الكتاب موجودة في المتحف البريطاني.
كان للتكريتي العديد من الميولات والاهتمامات التي زادت من مكانته وقيمته، فإلى جانب اهتمامه بشكلٍ كبير في علوم الطب ومجالاته، فقد كانت له ميولات في مجال الفلك، حيث اهتم في هذا العلم بشكلٍ كبير كما أنّه قدّم العديد من الكتب التي تناول فيها الحديث عن كل ما يتعلّق به، ومن أشهر تلك الكتب كتاب” الإختبارات الفلكية” الذي اختص فيه الحديث عن علم النجوم والموجود حالياً في مكتبة لندن.
على الرغم من كل ما ورد ذكره إلا أنّه لم يصلنا العديد عن حياة التكريتي وأبحاثه، هذا وقد يُقال أنّه جزءاً كبيراً ضاعت مع وفاته، ومع استمرار البحث والدراسات التي أجراها العديد من العلماء تم الوصول إلى بعض من كُتبه، إضافةً إلى أنّ عمر التكريتي كان قصيراً وذلك حسب ما ورد في العديد من الروايات؛ الأمر الذي جعل إسهاماته وأبحاثه محدودةً نوعاً ما مُقارنةً مع العديد من العلماء الذين عاصروه وسبقوه.
إضافةً إلى ذلك فقد كانت له مكانةً عظيمة في نفوس العديد من ممالك وسلاطين زمانه، كما أنّه تولّى العديد من المهام والمناصب التي أبدى فيها نجاحاً كبيراً، إلى جانب أنّه اشتهر بذكاءه وفطنته وحنكته الأمر الذي جعل العديد من الطلاب والعلماء والأطباء يرجعون إليه لإتمام أبحاثهم ودراساتهم.